تم، مؤخرا، بأرفود تقديم ثلاثة مؤلفات جديدة لباحثين في مجال المسرح بتعاون مع المركز الدولي لدراسات الفرجة بطنجة، بحضور مهتمين وأكاديميين وفاعلين ثقافيين وطنيين ومحليين. ويتعلق الأمر بمؤلفات الجسد في المسرح" لحسن المنيعي و"المسرح والدولة" لعز الدين بونيت ومسرحية "سيدنا قدر" لمحمد قاوتي، وذلك خلال لقاء نظمته جمعية المشعل للمسرح والسينما. وذكر الأستاذ المنيعي الذي قدم كتابه (200 صفحة / القطع المتوسط)، أن هذا المؤلف يهدف إلى تقريب الجمهور من المسرح المغربي والإنتاج النظري الغربي. وقال "كان من الضروري ترجمة بعض النصوص المتعلقة بالنظريات الغربية المعاصرة لتقريب الجمهور والمهتمين بالمسرح المغربي بمختلف المقاربات المنهجية الغربية ومن بينها على الخصوص حضور الجسد في المسرح". وخلال تقديمه لهذا المؤلف، تطرق الكاتب والمخرج المسرحي عز الدين بونيت إلى راهنية هذا الكتاب، خاصة في هذه الفترة التي كثر فيها الجدال حول طبيعة حضور الجسد في العمل الفني. كما أبرز بهذه المناسبة مكانة حسن المنيعي كمترجم وكاتب وناقد وأكاديمي وأستاذ متخصص في المسرح. ودعا المثقفين والمسرحيين على الخصوص، إلى إعادة التفكير في هذه المسألة المرتبطة بحضور الجسد كعنصر أساسي في البنية الثقافية لكل بلد. من جهته أبرز الناقد حسن اليوسفي، في تقديمه لكتاب "المسرح والدولة" (نحو 100 صفحة /متوسط الحجم)، أن فهم مضمون هذا الكتاب يقتضي أولا فهم شخصية مؤلفه ، المتعددة الأوجه، التي تنبثق أحيانا كناقد وكمخرج وتارة أخرى كنقابي وسياسي. وحسب الناقد ، نكون أمام رؤى متعددة ، وهو ما يمنح تعدد زوايا النظر الززة بمقاربة المبدع والأكاديمي، والمقترح والمناضل والمسير إلى جانب الفاعل الثقافي . ويعطي هذا التداخل في المواقف زخما كبيرا في قراءات عز الدين بونيت المر الذي يسمح ببلورة رؤية شمولية وسوسيولوجية حول المسرح وذلك عبر خطاب وأسلوب هادف وجاد. أما كتاب "سيدنا قدر"، والذي يندرج في إطار سلسلة منطقية وإبداعية للكتابين الأخرين لنفس الكاتب "نو مانز لاند" (2009) و"لورينغ" (2010). وعن الكتاب قال الناقد خالد أمين ناقد ورئيس المركز الدولي لدراسات الفرجة بطنجة، بعمل مقتبس من المسرحية الشهيرة "في انتظار غودو" لمؤلفها صامويل بيكيت"، ولكن قاوتي أضاف فعلا جديدا (المغامرة ) التي منحت العمل جاذبية وإبداعية استثنائية.