ذكر لي ثقة صدق من إخواننا، أنه في بلاد قريبة من "طيبة"، والتي تحمل اسم "طربيسة"، ظهر من جديد الوحش الذي قتله من قبْلُ "أوديب"، معترضا المارة، نافشا بإزاره، وفاتكا بكل من لا يجيب على لغز محير هو: ما هو الحيوان الذي ضاقت عليه دائرة سقوفه، فأُجبِر على التنقل من سقف خيمةٍ إلى سقف مظلةٍ، ثم إلى سقف عمامةٍ انطبقتْ عليه مشنقةً؟.
ارتحال
عندما رأيْتُه متصنّعا الارتجال، تيقّنْتُ أنه أزف موعد الارتحال.
مسوخ
أمسكَ بيدي وجرّني نحو كلب عقور ينوء بثقل قَرّاضات ماصّة غاصّة، لابِدَةٍ حول عنقه وأذنيه، وقال لي: خمِّنْ في شأن القارض والمقروض. ولما هززتُ رأسي علامة النفي أردف: - وَرَدَ في سِفْر المُسوخ أن السّائس عتا وعلا فَمُسِخ قرّاضة، ومُسِخ المسوس الخانعُ كلبا، ولن يرجعا إلى سيرتهما الأولى إلا إذا تنحّى الأول عن القرْض، أو نفض الثاني ما علِق به.
آخر المنقرضين
لما رأيتُه متلفعا بأحلاسه جاثما في أحد أركان المتحف، يوزع ابتسامة بلهاء، ويرفع قبضة يده، تساءلتُ باستغراب: ساد وأَباد، وما جاور ولا حاور، ويوضع في متحف؟ قيل لي: لا يجود الزمن بمثله إلا مرة، وحفظه حفظ للنوع ولذاكرة أمّة.
تراجيكوميديا
قال لنا المخرج المسرحي الكبير: منذ مدة لم أقف عند مشهد تراجيكوميدي بشكل دقيق في رُكْحنا العربي إلا عندما استمعتُ إلى كلامه وتتبعتُ أفعاله، فأقْعَيْتُ وتَعَصْفَرْتُ بالتراب من شدة ضحكي، وفي الوقت نفسه ندبْتُ وجهي ومزّقتُ ثيابي من شدة بكائي وتأثري