استئصال اللوزتين جراحة شائعة، مع أن الأطباء ما عادوا يلجأون إليها بكثرة كما في السابق. لكن من المهم أن نعرف، خصوصاً إذا كانت عائلتنا تضم أولاداً، وظيفة هاتين الكرتين اللتين تؤديان دوراً مهماً في صحتنا. اللوزتان عضوان يقعان في أسفل الحلق عند طرف اللسان على جانبي الحنك الرخو، ويساهمان في الدفاع عن جسمنا ضد الأخماج. فعندما تدخل جرثومة ما جسمنا، تفرز اللوزتان أجساماً مضادة تدافع عنا. لذلك، تتضخمان حين يمرض الأولاد، مع أنهما قد لا تكونان مصابتين مباشرة. وفي المرة التالية التي تدخل فيها هذه الجرثومة جسمنا، تقضي عليها اللوزتان فوراً. إذاً، تشكّلان عنصراً مهماً في دفاعنا المناعي في منطقة الأذنين والأنف والحنجرة. لمَ ينبغي أحياناً استئصال اللوزتين؟ تصبح هاتان اللوزتان أحياناً مصدر عدد من المشاكل. فقد تصابان أحياناً بالتهاب تنكّسي متكرر، ما يبرر استئصالهما. لكن الأطباء ما عادوا يسارعون اليوم إلى إجراء هذه الجراحة، كما في السابق، فيما أن تكرّر التهابهما خلال سنوات طويلة قد يؤدي في النهاية إلى استئصالهما. كذلك، تُجرى هذه الجراحة إن كانت اللوزتان كبيرتين جداً إلى حد أنهما تسببان الشخير واضطرابات في النوم. بعد الجراحة تسبّب هذه الجراحة آلاماً مبرحة، كذلك تمنع المريض من تناول الطعام العادي طوال أيام بعد الخروج من المستشفى. فيُمنع خلال أسبوع على الأقل من تناول الأطعمة الساخنة والصلبة لأن الحلق يكون سريع العطب. فيقتصر طعامه على المثلجات والحساء والأطعمة المهروسة. وتُعتبر مرحلة التماثل بين البالغين أكثر أهمية منها بين الصغار، إذ يمرون بأسبوعين مؤلمين على الأقل. في مطلق الأحوال، من الضروري الخضوع لمراقبة الطبيب حتى يلتئم الحلق تماماً. فعندما تسقط القشرة التي تتكون عقب الجراحة، يُصاب المريض أحياناً بنزف قد يكون خطيراً. لذلك، يجب الاتصال بالطبيب عند الشعور بألم في الحلق أو حدوث نزف في تلك المرحلة. عواقب لا شك في أن للوزتين فوائد جمة، لكن يمكن الاستغناء عنهما في جهازنا المناعي. فتتمتع منطقة الأذنين والأنف والحنجرة بسبل دفاع أخرى. لذلك لا داعي للقلق حيال تعرّض الأولاد الذين خضعوا لهذه الجراحة لحالات مرضية متكررة. ولكن قبل أن تسارعوا وتقرروا استئصال اللوزتين ناقشوا سلبيات هذه الخطوة وإيجابياتها مع طبيبكم. ماذا لو كانت اللوزتان سبب المشكلة؟ قد تتفاجأ حين تعلم أن استئصال اللوزتين قد يؤدي إلى تحسّن حالة بعض الأولاد الذين يعانون من فرط النشاط. لا يعني هذا أن علاج هذه الحالة يتطلّب استئصال اللوزتين. لكن من الضروري التخلّص من اضطرابات النوم والأرق في حالة الأولاد الذين يعانون فرط النشاط. أظهر بعض الأبحاث العلاقة بين مشاكل السلوك وانقطاع النفس أثناء النوم. كذلك، تؤكد دراسة أجريت أخيراً عن فرط النشاط والنقص في الانتباه هذه الفرضية. فتبرهن أن الأولاد الذي عانوا فرط النشاط وخضعوا لجراحة استئصال اللوزتين تخلّص بعضهم من هذا الاضطراب السلوكي بعد نحو عام. كيف يعلّل الخبراء العلاقة بين اللوزتين في أسفل الحلق واضطرابات النوم؟ ببسيط العبارة، عندما تكون اللوزتان كبيرتين جداً، تعيقان عملية التنفس ليلاً، ما يؤدي إلى انقطاع النفس أثناء النوم. شملت الدراسة 78 ولداً خضعوا لجراحة استئصال اللوزتين. قبل الجراحة، عانى المرضى اضطرابات في النوم واضطرابات سلوكية. عمل الخبراء على جمع معلومات كثيرة عنهم، فأخضعوهم لاختبارات الذاكرة ودرسوا بتأنٍّ طريقة نومهم (سرعة الخلود إلى النوم، عمقه، انقطاع النفس أثناءه...). بين هؤلاء الأولاد، عانى 22 من فرط النشاط. لكن هذا العدد انخفض إلى 11 بعد سنة من الجراحة. فضلاً عن ذلك، كان نصف مَن شملتهم الدراسة يعاني من انقطاع في النفس أثناء النوم صُنف بمتوسط إلى قليل الحدية. لكن عدد هؤلاء تراجع إلى 12% بعد سنة من الجراحة. راقبوا نوم الولد يؤكد الخبراء الذين أجروا هذه الدراسة أن استئصال اللوزتين لا يشكّل علاجاً لفرط النشاط. لكن مشاكل التنفس قد تعيق نوم الولد وتكون سبب شعور مَن يعاني فرط النشاط بالنعاس والتعب، ما يزيد احتمال معاناته مشاكل في السلوك. إذاً، من الضروري البحث عن اضطرابات في النوم في حالة الولد الذي يعاني اضطرابات سلوكية، مثل فرط النشاط.