لسان حال ساكنة المناطق المستهدفة يردد نداء الاستغاثة!! سبق لنا في الجزء الأول من هذا التحقيق، أن توقفنا عند الوجه البشع لآفة إهدار المال العام من خلال مشاريع فاشلة، وفي هذا الجزء، نعرض لإحدى أبشع الجرائم المالية التي تم اقترافها من خلال ما يسمي ب" السد التحويلي لمنطقة اشتام" بجماعة فركلة السفلى، هذا المشروع الذي أقيم على وادي افركلة لسقي وري مساحة لا يستهان بها تمتد من الغرب السفلي ل"اكلي واشتام"، وصولا إلى ما يسمى ب "أمغى"، مناطق لو تم استغلالها بالشكل السليم، ستفي بحاجيات المنطقة وتحقق اكتفاء ذاتيا نسبيا خاصة في ميدان إنتاج الحبوب والخضروات وكميات هائلة من البطيخ بكل أصنافه، حيث ظلت هذه المنطقة إلى عهد قريب سلة تنجداد في توازن متكامل مع منطقة "البور"، وذلك بفضل جودة تربتها واستعداد ساكنتها للعمل من اجل امتصاص البطالة وغلاء المعيشة وضيق ذات اليد . إلا أن المتتبع لشؤون افركلة يقف أمام هول ما حل بهذا المشروع الضخم الذي طالما حلمت ساكنة المناطق المستهدفة بميلاده، غير أنه لم يعمر طويلا بعدما تحول إلى مجرد بنيان تملأ الرمال مجاريه، وتجري في مصاريفه رياح عاتية تنبأ بفظاعة ما جرى، وكأن الدهر تكالب عليه بعدما تسلل الصدأ إلى أبوابه وتجهيزاته، وخرب منزل حارسه وتحول إلى مأوى لمن يبحث عن ملاذ أمين لتمضية ليلة حمراء أو قضاء حاجة يعلمها، ويعلمها معه من أمعن في إهمال هذا المشروع الذي أقيم بغلاف مالي كلف ما يزيد على مليارين ونصف من السنتيمات. كان ذلك أواخر تسعينيات القرن الماضي، حيث شكل قاعدة صلبة لانطلاق حلم التنمية بافركلة ونواحيها، ولكن رياح من لهم الوصاية على مثل هذه المشاريع جرت بما اقشعرت له أبدان من حلم كثيرا بدرر النعمة والتنمية، ليستفيق وكأن التاريخ يعيد نفسه أمام مآسي "سد مأرب" العصر الحديث بمنطقة تنجداد. وإذا كنا قد تابعنا المشهد الأول من دراما الإخفاق من خلال مشاريع الأسواق المغطاة الفاشلة بتنجداد الكبرى في الجزء الأول من هذا التحقيق، فها نحن نزيل الستار للكشف عن مشهد جديد أهدرت فيه أموال الشعب ولا حساب يلوح في الأفق، ليظل لسان حال ساكنة المناطق المستهدفة يردد نداء الاستغاثة ومحاسبة من كان وراء سينوغرافية هذه المسرحية الدراماتيكية. والى مشهد آخر. يتبع الطيب طاهري