تميز اللقاء التواصلي الذي عقده منصف بلخياط، وزير الشباب والرياضة، أول أمس الأربعاء، في مقر الوزارة مع أطر ونواب القطاع، باستعراض منجزات الوزارة خلال سنة 2010 وآفاق العمل
لسنة 2011، مع إعطاء ملاحظاته وتوجيهاته حول طريقة اشتغال المصالح المختصة في مديريتي الشباب والرياضة. وفي معرض حديثه عن المشاريع التي تم إنجازها في مجال الرياضة وكذا المشاريع التي هي قيد الإنجاز، تطرق منصف بلخياط لتعزيز الترسانة القانونية الرياضية بإصدار قانون التربية البدنية والرياضة، الذي سيسهل ولوج الرياضة الوطنية إلى عالم الاحتراف، وتعزيز البنيات التحتية الرياضية في بلادنا، بإحداث الملاعب السوسيو رياضية للقرب المندمج (تم إنجاز 26 منها وبرمجة إحداث حوالي 150 كل سنة، للوصول إلى إحداث 1000 مركب سوسيو رياضي سنة 2016) والتي تشهد إقبالا كبيرا من لدن الفئات المستفيدة، إلى جانب الشروع في افتتاح الملاعب الرياضية الكبرى المتواجدة في مدن مراكش، طنجة وأكادير، والعمل على استضافة عدد من التظاهرات الرياضية الهامة، كترشُّح المغرب لاحتضان كأس إفريقيا للأمم 2015 أو2017، والإعداد لاجتماع وزراء الرياضة والشباب العرب، الذي سينعقد في مراكش خلال شهر مارس المقبل، وكذا تنظيم أول معرض دولي للرياضة، والمناظرة الوطنية الثالثة للرياضة ثم الشروع في إنجاز المركب الرياضي لمدينة الدارالبيضاء وغيرها من المشاريع الهامة، إضافة إلى مواصلة العمل لإنجاح عدد من البرامج، كرياضة النخبة و«رياضة ودراسة»، إلى جانب العديد من البرامج الأخرى، التي ستساهم -لا محالة- في الارتقاء بالرياضة الوطنية. وفي مقابل الارتياح الذي عبّر عنه منصف بلخياط بخصوص برنامج عمل الوزارة في مجال الرياضة، تضمنت كلمته انتقادا لاذعا لطريقة عمل مديرية الشباب، التي لم تتمكن من مسايرة التغيير الذي طرأ على عقليات وطرق تفكير الشباب المغربي خلال السنوات العشر الأخيرة، وهو ما أظهرته الدراسات والبحوث النوعية والكمية التي قامت بها الوزارة في أوساط الشباب، مما يجعل العمل الذي يقوم به قطاع الشباب حاليا لا يستقطب إلا 3% من الشباب، في حين تبقى أعداد هامة من هذه الفئة بعيدة كليا عن متناول القطاع الذي يُفترَض فيه أن يستوعب الشباب بكل متطلباته واحتياجاته وكذا طموحاته واختلافه، وهو ما حذا بالوزير إلى اعتبار ما يقدم اليوم للشباب مدعاة للخجل -حسب تعبيره- لعدم مراعاته التغيرات التي طرأت على احتياجات الشباب الجديدة، والتي تجعل من يؤطرونه حاليا بنفس العقليات القديمة المتهالكة، كمن يغرد خارج السرب. وبناء على ذلك، أكد منصف بلخياط أن برنامج عمل الوزارة في مجال الشباب سيصبح من الأولويات في أجندة الوزير ومسؤولي الوزارة، خاصة بعد التوفر على الدراسات والمعطيات اللازمة لإحداث التغيير الجذري المتوخى في التعامل مع البرامج والخدمات المقدَّمة لفائدة الشباب، من خلال عدد من المشاريع والمبادرات، منها إحداث مؤسسات جديدة تحمل اسم «مراكز في خدمة الشباب»، والتي ستكون بمثابة «شباك وحيد» (guichet unique) يوفر للشباب جميع الخدمات المتعلقة بالشغل، الصحة، الترفيه، ا لإنصات لمشاكل الشباب... الخ، مع مراعاة متطلبات المرحلة بالنسبة إلى هذه الفئة وتطوير مضامين الأنشطة والبرامج المقدَّمة. إضافة إلى هذه المؤسسات، سيتم تحديث مراكز التخييم ومراكز التكوين النسوي، مع تأكيد بلخياط، في هذا الصدد، أن الوزارة ستعمل، أيضا، في مرحلة لاحقة، على إيجاد حل لتسوية وضعية النساء العاملات في مراكز التكوين المهني النسوي، وتمتيعهن بوضعية قانونية، لإعادة الاعتبار لهذه الفئة النشيطة والمنتجة، والتي عانت من الإجحاف لسنوات طويلة.