"في البلاد" هو عنوان الرواية الجديدة للكاتب المغربي الطاهر بنجلون، التي صدرت أمس الخميس عن منشورات "غاليمار" بباريس. ويطرح الكاتب، الحاصل على جائزة غونكور سنة 1987، في روايته "الليلة المقدسة"، قضية عامل مهاجر (محمد) أحيل على التقاعد يستحضر السنوات التي قضاها بفرنسا. وتناولت الرواية حياة محمد، الذي لم يعد يرغب، بعد أربعين سنة من العمل المرهق بفرنسا، في مغادرة الورشة التي يشتغل فيها. فبدأ ببساطة وتواضع يتذكر حصيلة حياته للتخلص من التوتر الذي استبد به. يفكر في حبه العميق للإسلام، وكرهه للتيارات المتشددة، ويأسف لرؤية أبنائه بعيدين عن جذورهم المغربية، التي فشل في نقلها، فيدرك فجأة إلى أي حد يمكن ل "لانتريت" (التقاعد) أن يدمر المرء. وبعد عمق تفكير سيقرر العودة للعيش في قريته بالمغرب وبناء بيت كبير بما ادخره من مال، وهو الحلم الذي ظل يراوده، يأوي كل عائلته. وعندما بات البيت جاهزا قرر استدعاء أبناءه للالتحاق به، وجلس عند مدخله ينتظرهم يوما ثم يومين فأسابيع دون نتيجة. لا أحد أتى، فأضحى منهارا تماما ومشتتا بين أحلامه والواقع، يرفض محمد كل ما حل به، التقاعد والأبناء الذين امتنعوا عن الالتحاق به، فينغمس في الأرض وتبتلعه حفرة تكونت من حوله سيجعلها سكان القرية ضريحا، ضريح الولي الذي قتله التقاعد. ويعتبر الطاهر بن جلون، الأكاديمي والحائز على جائزة الغونكور,الكاتب الفرنكوفوني الذي ترجمت أعماله بكثافة في العالم.