عبد اللطيف قسطاني عرفت قاعة العروض بدار الشباب گلميمة يوم أمس الأربعاء 29 دجنبر 2010، تنظيم لقاء تواصلي بين السيد سعيد آيت الهوف، المندوب الإقليمي لوزارة الشباب والرياضة بإقليم الرشيدية، بمكونات المجتمع المدني بگلميمة لتدارس مجموعة من القضايا والمشاكل الخاصة بقطاع الشباب والرياضة بالمدينة. اللقاء الذي كان من المفروض أن يعرف انطلاقته على الساعة الخامسة، لم تبدأ أطواره حتى قاربت الساعة السادسة، لسوء تفاهم حول مكان انعقاد الاجتماع الذي دعي إليه مندوبو مكونات المجتمع المدني، الذين حضروا في الساعة المحددة إلى مقر دار الشباب، ليتم الاتصال بالسيد المندوب الذي كان ينتظر بدوره بقاعة الرياضات حيث كان مقررا أن يتم الاجتماع حسب إفادته. الاجتماع عرف تعثرا منذ بدايته بسبب إصرار السيد المندوب على أن الاجتماع المبرمج خاص بأعضاء مجلس قاعة الرياضات، في حين أصر الحاضرون على عدم قانونية المجلس، ليتوقف الاجتماع مدة نصف ساعة اختلى فيها السيد المندوب ببعض أعضاء مجلس القاعة في حين تجمع باقي الحاضرين في قاعة مجاورة لتدارس سبل التعامل مع السيد المندوب المعين حديثا على رأس قطاع الشباب والرياضة بالإقليم. كل المؤشرات كانت تشير إلى اجتماع عاصف، ستطغى عليه النقاشات الحادة، غير أن إصرار الجميع على تفادي كل ما من شأنه عرقلة المصلحة العامة، يسرت سبل إنجاح اجتماع كاد ينفض قبل انعقاده، وتبقى النقطة المضيئة لهذا اليوم، هي الوقفة التكريمية التي وقف فيها كل الحاضرين وقفة تبجيل واحترام لشخص ضحى ولا زال يضحي، وأعطى من سنين عمره إكسير الحياة الذي ساهم في إبقاء دار الشباب بگلميمة مفتوحة منذ أول تعيين له بها في سبعينيات القرن الماضي، محمد السقال الذي أصبح رمزا حقيقيا لأبناء المدينة الذين لا زالوا يلقبونه ب "عمي" اعترافا منهم بجهوده التي بذلها لخدمة المدينة وأبنائها على حساب راحته الشخصية. تدخلات الحاضرين تمركزت حول تنديد المدة التي توقفت فيها قاعة الرياضات منذ تدشينها من طرف صاحب الجلالة نصره الله، إلى يومنا هذا، في الوقت الذي تحتاج فيه المدينة وجمعياتها وفرقها الرياضية إلى هذا الفضاء الذي يعتبر جوهرة حقيقية لمنطقة مهمشة على كل الأصعدة، في حين تمحورت إجابات السيد المندوب على استعداه شخصيا واستعداد مندوبيته لدفع عجلة التنمية الرياضية بمدينة گلميمة على غرار باقي مدن الإقليم دون تمييز خصوصا بعد ما أثاره بعض الحاضرين من استفادة بعض المدن بالإقليم من التجهيزات الرياضية في الوقت الذي تحرم منها مدينة گلميمة. بعض إجابات السيد المندوب تمحورت حول توضيح أسباب غياب السيد كريم بن الحبيب مدير قاعة الرياضات الذي كان منشغلا بإعداد مجموعة من المشاريع التي ستستفيد مدينة گلميمة من بعضها، بالإضافة إلى مساهمته في مهام تسيير المندوبية أثناء غياب السيد المندوب الذي ألم به المرض وأقعده الفراش، خصوصا مع الكفاءة العالية التي يتميز بها السيد بن الحبيب ومؤهلاته العلمية والرياضية التي اكتشفها السيد المندوب عند اطلاعه على سيرته الذاتية. مما استدعى توضيحا من بعض الحاضرين للسيد المندوب الذي بدا أن الأمر قد التبس عليه وحسب أن الحاضرين يلمحون إلى عدم أهلية السيد بن الحبيب بمنصبه، لتتطرق بعض التدخلات للعلقة الطيبة التي تجمع السيد بن الحبيب مع كافة الفعاليات الرياضية بالمدينة وأن الحديث عن معيقات تسيير القاعة لا يعني بأي حال من الأحوال الطعن في شخص مديرها، بل هو تعبير عن رغبة حقيقية من أبناء المدينة للاستفادة من هذا الفضاء الذي كان حلما أقرب إلى الخيال منه إلى الواقع، ليصبح اليوم حقيقة ملموسة لكنها كسراب بعيد المنال لا يستفيد منه أحد. في ختام اللقاء الذي عرف نقاشا جادا وحادا في بعض الأوقات، أجمع الحاضرون على ضرورة التعاون والتشارك لإعادة أمجاد گلميمة التي ساهمت دار الشباب بالمدينة في الكثير من توهجها، ووعد السيد المندوب الحاضرين بمشاريع جديدة ستعرفها المدينة، وبمد دار الشباب بالتجهيزات الضرورية للقيام بمهامها المنوطة بها بالمدينة. كل المؤشرات تبشر بمستقبل واعد لقطاع الشباب والرياضة بالمدينة خصوصا وبالإقليم عامة إن تحققت الوعود التي التزم بها السيد سعيد آيت الهوف، وقبل أن يغادر السيد المندوب مدينة گلميمة في اتجاه الراشيدية تمنى له الحاضرون التوفيق في مهامه الجديدة وقام بزيارة تفقدية لدار الشباب ليطلع على تجهيزاتها، وأعطى تعليماته لمدير الدار بإرسال التجهيزات المعطلة إلى المندوبية التي سترسلها بدورها إلى الوزارة ليتم استبدالها بأخرى جديدة.