التقى مدرسون من العالم العربي في تونس لصقل مهاراتهم التكنولوجية وتبادل التجارب والاحتفال بالإبداع. اجتمع أزيد من 100 مدرس من المغرب والجزائر وليبيا والسعودية والأردن ولبنان ومصر والمغرب والبحرين والإمارات وقطر إلى جانب تونس البلد المضيف الأسبوع الماضي في قمرت لبحث الابتكارات التكنولوجية وتعلم كيفية تحسين جودة التعليم العربي. منتدى التعليم الإبداعي العربي نظمته وزارة التربية التونسية بالتعاون مع شركة مايكروسوفت العالمية لمنح المدرسين فرصاً لتبادل الأساليب البيداغوجية الجديدة التي يمكنهم استخدامها في بلدانهم. عبد الحميد عبد الحليم من مصر يقول "المنتدى يساعد على التقاء الخبراء جميعا، وبذلك نتمكن جميعا من تطوير قدرات أطفالنا في العالم العربي. العالم أصبح قرية صغيرة ولا بد من تلاقى أفكار المدرسين على مستوى العالم العربي بحيث تصل إلى أفضل أداء ومستوى جيد من الطلاب". المنتدى الذي تواصل من 4 إلى 7 أكتوبر الجاري، ختم أعماله بتتويج 5 مشاريع لمدرسين من تونس ولبنان والأردن ومصر والمغرب، كما توج مشروعا جماعيا لتجديد طرق التدريس أنجزه مدرسون من تونس والمغرب والمملكة العربية السعودية والأردن ولبنان. المتوجون في هذا المنتدى سوف يشاركون في منتدى التعليم الإبداعي العالمي بكيب تاون بجنوب إفريقيا من 26 إلى 30 أكتوبر الجاري. المشاريع تكون في شكل محامل الكترونية تعرض دروسا تطبيقية وتمارين، يمكن تحميلها سواء من الإنترنيت أو عبر البرامج التفاعلية. كمال الدين قمحة، مدير عام مركز التجديد البيداغوجي والبحوث التربوية بتونس قال "الدروس قابلة للإستعمال في السياق التربوي وتوظف لفائدة المنظومة التربوية العربية". تبريز شيرين مشاركة من لبنان قالت "يجب الإستفادة أكثر من التكنولوجيا حتى يصبح التعليم أفضل والتعلم أحسن". وبحسب إحصائيات جامعة الدول العربية، فإن الأمية بين الشباب (15-24) تراجعت من 31.6 بالمائة إلى 18.7 بالمائة خلال الفترة 1990-2005. كما حققت البدان العربية حسب اليونسكو تقدما عالميا في مجال التعليم على المستوى الكمي خاصة. لكن ذلك لا يخفي مجمل العوائق التي ما تزال تواجه التعليم في العالم العربي. وهو ما عبر عنه تقرير جامعة الدول العربية بعنوان "الشباب العربي إمكان تنموي هائل لتنفيذ الأهداف التنموية للألفية" بالقول: إن تطور التعليم في الكم صاحبه ضعف في النوعية. التقرير دعا إلى خلق تبادل نوعي بين منظومات التربية بالبلدان العربية بما يكفل دعم القدرات على رفع التحديات التربوية والبيداغوجية والثقافية المطروحة على المؤسسات التعليمية. منتدى قمرت ومنتديات إقليمية ودولية أخرى للتعليم المبدع تهدف إلى تبادل المعلومات الذي تقترحه الجامعة العربية. سلوى السماوي، مدير عام مايكروسوفت تونس قالت في الإفتتاح "المعلم اليوم يجب عليه تغيير طريقة تدريسه، يجب أن تكون تكنولوجيات الاتصال عامل أساسي في التدريس". وأضافت "العالم يتغير بسرعة والتكنولوجيا أصبحت تستعمل في كل الميادين". وقالت السماوي "إدخال تكنولوجيات الإتصال وتعميمها وتثبيتها هو مهم جدا، فما بالك بالمدرسين الذين يشرفون على تعليم وتربية أولادنا اليوم".