تجمعوا حول جثة أبيهم وبدأوا يفكرون في الطريقة التي سيشيعونه بها...قال أحدهم: - سنبني له ضريحا في مستوى مقامه يبقى شاهدا على دهائه وعبقريته... قال الآخر: -و سننشئ وسط الضريح متحفا نعرض فيه ما تركه من تحف نادرة... تدخل ثالثهم: -وماذا ترك لنا غير بردعة ولجام؟؟؟ تمثال الموؤودة
وأدوها ثم أقاموا لها تمثالا...تجمهروا حوله وسألوه: -بأي ذنب قتلت؟ لم يفهم السؤال فجلدوه مئة جلدة...بقي صامتا فرجموه أمام الملأ...انتشروا وتركوه مرفوع الهامة شاهدا على عبقرية لم يعرف لها التاريخ مثيلا...
رغيف
يسعى من أجل رغيف ...الضيعة التي رأى فيها النور خيراتها وفيرة, لكن يدها مغلولة إلى عنقها...تحول إلى عبوة ناسفه... كبار تكدر صفو السماء...وتهدد الأكسجين بالإنقراض...اجتمعوا وخرجوا بما يلي: براءة الإختراع للكبار...والإختناق للصغار...
كأس ملأ الكأس حتى فاضت...انتشت وهمست في أذنه: -أريد قلبا... أجابها خذي قلبي... زادت نشوتها...فقالت: -أريدك محلقا بي في الفضاء الرحب... خارت جناحاه...تكسرت الزجاجة قصاص
رأى في منامه أن جسمه النحيف قد خار وأنهكت قواه..بدأ يذبل حتى انطفأت شمعته...دفنوه وأقاموا له مأتما....في الدار الأخرى لاحت له بين الحشود امرأة...هرول نحوها, بدأ يمعن النطر فيها...هي تأكد بأنها هي..هي التي قتلته...أوقفها سل سيفه وخاطبها: -ها أنت قد وقعت في قبضتي,سأقتص منك سأفعل بك كما فعلت بي..اختاري كيف ستموتين.. استهزأت منه وقالت: -أنا لم أقتلك..أنا خلصتك من نزواتك التي استعبدتك ..خلصتك من الفانية وشهواتها..خلصتك من نفسك التي لا تقدر معنى الحياة... طأطأ رأسه ..أجهش للبكاء .. سلمها سيفه وانصرف جنازة
مشيت في جنازتي,تناوبت مع المشيعين في حمل نعشي...ساعدتهم في مواراتي الثرى...قرأت معهم الفاتحة ودعاء الميت... انصرفوا وتركوني أتأمل قبري
شمس
سطعت شمسهم على العالم...فنهل من ذررها النفيس...تلألأت أنواره.... مكثوا في عثمتهم يتسامرون...
حمار ذكي
نهق الحمار فاهتزت جدران البيت,تصدعت وأصيبت بشروخ كبيرة...بدأيتأملها...فكر مليا وقال في قرارة نفسه: -سأنتظر حتى تتهاوى الجدران فأحملها بعيدا وأبني بها قصرا فخما...منه سأصدر تعليماتي إلى كل حمير العالم بأن يكفوا عن النهيق... سؤال وجيه
سأل الحاكم بن المقفع: -لماذا جاءت كل حكاياتك على لسان الحيوان؟ أجابه: -كي لا أُغضب الضًبُع
شرود
لا زالت تتذكرحين زغردت أمها وهرولت الفضوليات وقدمت لهن المشروبات, باركن لها بمناسبة نجاحها...عندها احست بنشوة عارمة تسري في عروقها...شردت فوجدت نفسها في العالم الذي طالما كانت تتمنى أن تصل إليه...رأت نفسها في مدرج الكلية تسمع بكل تركيز...تسجل رؤوس الأقلام, ثم تناقش وتعقب...تقتني المراجع وتنافس زميلاتها في التحصيل...لم تستمتع كثيرا بشرودها حتى استفاقت على همس أمها: -لقد زوجك أبوك...