يندرج إشراف أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، اليوم الجمعة بقصر تيزوكاغين بالجماعة القروية فركلى السفلى (إقليمالرشيدية)، على تدشين المدرسة القرآنية "الإمام نافع للتعليم العتيق"، والتي تطلب بناؤها وتجهيزها غلافا ماليا بقيمة مليونين و820 ألف درهم، في إطار العناية الملكية بهذا التعليم. ويعد التعليم العتيق المؤسسة التاريخية التي قامت بأعباء التربية والتعليم في المغرب عبر العصور ومنها تخرج علماء وقضاة والعديد من أولي الأمر وعلى رأسهم ملوك من سلاطين الدولة العلوية. وكان المدخل لهذا التعليم هو حفظ القرآن الكريم وتلقين العلوم الشرعية وغيرها وخريجو هذا التعليم، الذين أطروا المساجد والفتوى الشرعية، حافظوا بذلك على ثوابت المغرب إلى يومنا هذا. وبعد إنشاء المدارس العمومية العصرية، ظلت نسبة من المغاربة توجه أبنائها إلى هذا التعليم. ومن أجل الملاءمة مع المنظومة التعليمية الشاملة مع حفظ السمات الأساسية لهذا التعليم والاعتراف له بدوره التاريخي والمستقبلي صدر القانون 01-13 في شأن التعليم العتيق سنة 2002. وبتعليمات متواصلة من أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، تعمل وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية على تنفيذ سياسة جلالته في ما يتعلق بهذا التعليم ولا سيما جانب ملاءمته وتأهيله. وبهذا الصدد تخصص ميزانية سنوية لبناء مؤسسات التعليم العتيق ولمساعدة المحسنين على بنائها وتوسيعها وإصلاحها وتجهيزها. ومن أبرز علامات هذه العناية المولوية بهذا التعليم ما تقرر قانونيا من تعميم المكافآت والمنح على أطرها الإدارية والتربوية وعلى طلبتها بجميع مستوياتهم. وينتظر في منتصف سنة 2010 أن يتم تصنيف جميع المدارس وتمتيعها بالمؤهلات والوسائل التي تجعل خريجيها بالإضافة إلى حفظ القرآن الكريم مؤهلين لاجتياز شهادات معادلة للشهادات الوطنية بالتعليم العمومي. ويبلغ عدد التلاميذ بالتعليم العتيق 24654 تلميذا يتابعون دراستهم في 517 مؤسسة، توجد في مجموع التراب الوطني. ويشرف على تعليمهم 1950 إطارا تربويا و757 من الأطر الإدارية.