يلتقي عشاق مهرجان موسيقى الأعالي والحريصين من أنحاء العالم على حضور موسم الخطوبة الشهير، يوم الخميس المقبل بإملشيل إقليمالرشيدية، لمتابعة والاستمتاع بحفل يجمع بين الإيقاعات الأصيلة والتقاليد والعادات العريقة. وهكذا ستحتضن إملشيل يومي 25 و26 شتنبر الجاري الدورة السادسة لمهرجان موسيقى الأعالي، الذي ينظمه مركز طارق بن زياد بشراكة مع إقليمالراشيدية. ويشتمل البرنامج الموسيقي لهذه التظاهرة على أمسيتين; الأولى ستخصص للرقصات الفلكلورية الأصيلة، خاصة رقصات آيت حديدو وبودار عن منطقة تالسينت ورقصة النحلة المأثورة عن قلعة مكونة. أما بالنسبة للمولعين بالموسيقى الحديثة، فإنهم سيكونون على موعد مساء السبت القادم مع نجومهم المفضلين أمثال حمو أغوران عن منكقة الأطلس والمغني أنغمار من تنغير والفنان والملحن موحا ملال من ورزازات والشاب حميد خمو من كلميمة. كما يتضمن هذا الموعد عروضا موسيقية لفرق مغربية ذات صيت وطني وعالمي، تمثل بالخصوص مناطق سوس والأطلس المتوسط والاطلس الكبير الشرقي،علاوة على لقاءات تتناول موضوع تنمية السياحة الجبلية، ويطمح المنظمون إلى جعل هذه التظاهرة فرصة للتعريف بالتراث الموسيقي الوطني لسكان أعالي الجبال وتمكين الجمهور من الاستمتاع بالطابع الأصيل للفن الشعبي وجعله رافعة للنهوض بالمنطقة سياحيا. وأوضح مدير المهرجان مصطفى تيليوا أن برنامج هذه التظاهرة الفنية، التي انطلقت منذ 2003 ، تروم إعطاء نفس جديد لموسم إملشيل للخطوبة، كما تبتغي الانفتاح أكثر على آفاق ثقافية وفنية أخرى، وأيضا على ما تختزنه المناطق الجبلية بالاقليم من مقومات سوسيو-ثقافية وفنية متنوعة ذات قيمة حضارية غاية في الاهمية.. وأضاف أن الأمر يتعلق بفرصة ثقافية وفنية تساهم بعمق في تثمين وحماية التراث الطبيعي والثقافي الشفوي للمنطقة بما يجعلها وجهة مفضلة للسياحة القروية والثقافية والإيكولوجية. وأكد أن مهرجان موسيقى الأعالي، الذي ينظم ضمن مشروع شامل للتنمية المستدامة أساسها المشاركة الفعلية للساكنة المحلية، ساعد على بناء تدريجي لاقتصاد جديد للمنطقة من شأنه أن يساهم في وضع أسس للتنمية ويعمل أيضا على انفتاح هذه المنطقة الجبلية المعزولة والبعيدة جغرافيا على جهات أخرى. كما يمثل مهرجان موسيقى الأعالي، الذي ينظم بشراكة مع إقليمالراشيدية والسلطات المحلية والجهوية والجماعات المحلية المعنية والجمعيات، رافعة لتأهيل الطاقات البشرية والاستفادة من الإمكانيات التي توفرها الجهة. ومع توالي الدورات، تكون هذه التظاهرة الفنية،التي تعد ملتقى حقيقيا للثقافات والتراث والتقاليد العريقة، قد ساهمت في منح هذه المنطقة الواقعة في مرتفعات الأطلس الكبير الشرقي بعدا تجاوز كل الحدود.