صناعة الفخار من الحرف التقليدية الضارية في القدم التي عرفتها مدينة القصر الكبير ، حتى أن أحياء بكاملها حملت اسماء ترتبط بهذه الحرفة ، كحي القشاشين الذي ظل مقصد كل المتبضعين من سكان المدينة وغيرها لاقتناء الأواني الخزفية. ومن التعاونيات التي عملت على صيانة هذه الحرفة والعمل على نقلها للأجيال : التعاونية الحرفية للفخارة التي تأسست سنة 1979 . السيد رشيد الساب الكاتب العام التعاونية اعتبر حرفة صناعة الخزف من أقدم الحرف المتواجدة بمدينة القصر الكبير ، وأنها لا زالت تقاوم منافسة غير عادلة للمصنوعات الحديثة التي تتميز بأثمنتها التي تظل في متناول المتبضعين. وعن أهم منتجات هذه الحرفة التي تعرف رواجا تجاريا أكد الشاب رشيد الساب انها تشمل ما يسمى ب القصرية والطحين والخابية والطنجية والمحابق …حيث يتم تنميق البعض منها برسومات ( الزواق) أو النحت ( الحفر على الخزف). التعاونية تعرف طلبا متزايدا على منتوجاتها بحيث يفوق الطلب العرض وذلك لجودة الطين المحلي الذي يتميز بالصلابة مقارنة مع منتوجات مناطق أخرى. يضيف السيد رشيد الساب أن منتوج التعاونية يسوق محليا واسواق جهة طنجةتطوانالحسيمة ومناطق مغربية اخرى، لكنه يسجل تخوفا على مستقبل هذه الحرفة لعزوف الشباب على تعلمها ولذلك يناشد المسؤولين بفتح اوراش لتلقينها وتشجيع الشباب على الإقبال عليها مع إشارته إلى أن التعاونية استفادت من دورات تكوينية تخص التسويق والحفاظ على سلامة العاملين ..عملت على تنظيمها غرفة الصناعة التقليدية . كما أن التعاونية استفادت كذلك من اوراش وملتقيات ترتبط بالحفاظ على البيئة علما أن اوراش صناعة الخزف تتواجد بضواحي المدن وهو ما جعل البعض ينعثها ب " الحرف المزعجة". ولأجل ذلك عمدت التعاونية الى محاولة استعمال افران الغاز ، لكن أمام ارتفاع تكلفتها وانعدام اي دعم فإن هذا المشروع توقف واتمنى من المسؤولين أن ينظروا لهذا الجانب بجدية مع تنامي بعض النداءات التي تتبرم من أدخنة الافرنة التقليدية المتواجدة على مشارف الأحياء السكنية لمدينة القصر الكبير . إن التعاونية الحرفية للفخارة من أولوياتها تطوير القطاع بتكوين الجيل الصاعد كما تأمل بمساعدتها على توفير جناح خاص لعرض منتوجاتها بالمدينة، وتسويقها عبر تمويل مشروع طموح تتبناه كل الجهات المعنية بالحفاظ على الصناعة التقليدية والموروث المحلي .