لا يمكن أن يختلف إثنان على أن ترياطلون العرائش مكسب كبير للمدينة، استطاع بتراكماته وسيروراته التنظيمية أن يصبح لقاء رياضيا له من الصيت، محليا وطنيا وعالميا الشيء الكثير. ترياطلون العرائش، كذلك، لا يكاد يختلف إثنان، أن الساهرين على تسيير وتأطير الجمعية المنظمة له، أناس لهم من المعرفة والتجربة والنزاهة الشيء الكثير كذلك، ويبذلون مجهودات جبارة من أجل أن يكون منتوجها الرياضي بمواصفات عالمية. لذلك هم ينجحون في تنظيم هذا اللقاء منذ 10 سنوات باقتدار كبير. الإشكال هذا العام كان في استضافة الجمعية المنظمة للترياطلون لرياضيين إسرائيليين ضمن عدد كبير من رياضيي العالم بأسره، الأمر الذي اعتبره عدد من العرائشيين المهتمين بالشأن المحلي تطبيعا واضحا يجب شجبه وفضحه ورفضه. تبرير الجمعية المنظمة لم يشف غليل العرائشيين الرافضين للوجود الإسرائيلي، على اعتبار أن عدم رفع العلم الإسرائيلي في ساحة التحرير، ومشاركة اللاعبين الإسرائيليين باسم الجامعة الدولية، تبرير غير ذي جدوى، مادامت الجمعية قبلت استقبال المتسابقين الإسرائيليين بجنسيتهما الأصلية التي هي إسرائيل، وقبول مشاركتهما بتلك الطريقة كان مسوغا لتلافي الاحتجاجات الممكنة فقط. هل قبول الجمعية المنظمة لترياطلون العرائش للمتسابقين الإسرائيليين للمشاركة في سباق هذا العام يمكن اعتباره تطبيعا مع الكيان الصهيوني؟ هل كان من الممكن تلافي مشاركة الإسرائيليين في ترياطلون العرائش؟ الجواب، نعم. على الجمعية المنظمة لترياطلون العرائش أن تنتبه إلى أنها تعبر عن النسيج الجمعوي والضمير الجمعي لمدينة العرائش، والعرائش دائما كانت ترفض التطبيع مع الكيان الصهيوني. لكل هذا، جمعية ترياطلون العرائش أخطأت عندما سمحت بمشاركة متسابقين إسرائيليين في سباق هذا العام، بغض النظر عن حسن النية أو سوءها، واستحضار الوعي السياسي في مثل هذه المناسبات أمر ضروري وحيوي. وعليه، جمعية ترياطلون العرائش عليها أن تعتذر.