اختتمت فعاليات الدورة 16 لبطولة العالم للجيدو فئة الشبان بأكادير، وسط استنكارات شديدة من فعاليات المدينة على خلفية المشاركة الإسرائيلية في البطولة المذكورة، ورفع العلم الإسرائيلي ولأول مرة في قلب عاصمة سوس العالمة، أياما فقط بعد مشاركة فنانة مجندة سابقة في الجيش الإسرائيلي في ما بات يعرف بمهرجان التسامح الذي احتضنته المدينة السبت ما قبل الماضي، ومشاركة باحثة إسرائيلية في مؤتمر للصبار بمدينة الانبعاث الأسبوع الذي ودعناه. وكانت الوقفة السلمية التي كان مقررا تنظيمها بعد صلاة الجمعة الماضية (22 أكتوبر 2010) أمام مسجد أبوبكر الصديق بمدينة أكادير تنديدا بهذا المسلسل التطبيعي قد تعرضت للمنع، وأكد بيان صادر عن منظمة التجديد الطلابي والمبادرة الطلابية ضد التطبيع والعدوان بأكادير، بأن المنظمين تعرضوا لشتى ألوان القمع والتنكيل من كلام نابي إلى الاعتداء بالضرب والاعتقال وسط المسجد دون التفريق بين المصلين، ودون أي اعتبار لكرامة الإنسان ولا للإجماع الوطني الرافض لكل أشكال التطبيع مع مجرمي الكيان الصهيوني الغاصب. واستنكر المحتجون ما سموه عمل هذه الأطراف المتواطئة (المنظمين) مع إرهابيي الكيان الصهيوني، مباركين قرار الملك محمد السادس برفض استقبال (شمعون بريز)، كما عبروا في ذات الوقت عن استعدادهم للوقوف ضد كل أشكال التطبيع والاختراق الصهيوني تحت أي مسمى، منددين في السياق نفسه بمنع الوقفة بدعاوى أمنية واهية مما يتنافى مع الحق في التعبير عن الرأي. من جهته أكد عبد الله أوباري الناشط الأمازيغي، وعضو جمعية سوس العالمة للثقافة الأمازيغية ، في تصريح للجريدة، بأن ''المجالات الثلاث (الفني والعلمي والرياضي) التي سعى العدو الصهيوني إلى التسلل منها هذا الأسبوع إلى أكايدر، تأتي لكسر جدار التطبيع الشعبي''، مؤكدا أن ''التطبيع الثقافي الذي هو أخطر أنواع التطبيع مع العدو الصهيوني، لأنه يستهدف تطويع العقل المسلم واستسلامه للاحتلال الاستيطاني الصهيوني، والقبول بالتبريرات الصهيونية لتفسير الغزو الصهيوني للبلاد الإسلامية، وإعادة صياغة الوعي المسلم بعيداً عن دينه وتاريخه، وهو ما نلاحظه فعلا عند بعض المستلبين، وهو في المحصلة يهدف لإلغاء ذاكرة الأمة''. واعتبر أوباري أن حركة مناهضة التطبيع ما تزال بطيئة، قياسا مع حجم الهجمة التطبيعية التي تسعى إلى إلغاء الفكر المقاوم، وتسويق الفكر الإستسلامي. داعيا إلى مواجهة مشروعات التطبيع شعبياً وبشتى الوسائل الرافضة له والعمل من أجل زيادة الوعي بأهمية مناهضة وفضح الكيان العنصري. ومن جهة أخرى، أكد المتحدث نفسه، أن اختيار مدينة أكادير لهذه المشاركات الثلاث للإسرائيليين لم يكن عبثا، وزرع صهاينة في ثلاث ملتقيات دولية في ظرف أقل من أسبوع لم يكن أيضا عبثا. مشيرا إلى أنه قبل هذه المحاولات، كانت هناك مبادرات تطبيعية سابقة، كمحاولات تأسيس جمعيات أمازيغية إسرئيلية، ودعوة أساتذة من أكادير والنواحي للتكوين حول أهمية تدريس ''الهولوكوست'' للأمازيغ، وزيارات الدغرني المتكررة لإسرائيل، والغزو التطبيعي الفظيع في المجال الفلاحي في سوس، والكاتبة الإسرائيلية ''أورنا بازيز'' صاحبة كتاب ''سيرة أكادير: حكاية مدينة دُمِّرت'' التي عملت على الإعداد لرحلة حج صهاينة إلى أكادير، (فبراير 2010) بمناسبة الذكرى الخمسينية للزلزال. وغيرها من المبادرات المستفزة لسكان سوس العالمة. من جهته، أوضح صالح المالوكي نائب رئيس المجلس البلدي لأكادير ورئيس لجنة الشؤون الرياضية، وفي توضيح لما وقع فعلا بخصوص رفع العلم الإسرائيلي قبيل انطلاق المنافسة بساعات، بأن ''جميع الاجتماعات التهييئية، وما قدم من لوائح من طرف الجهات المنظمة ليس فيها ذكر لاسم (اسرائيل)، معبرا عن مفاجأته قبل 48 ساعة فقط بوجود فريق إسرائيلي تم الحجز له بأحد الفنادق بأكادير من طرف جهات غير معروفة، مؤكدا بأنه تم إعطاء تعليمات للمصالح البلدية بأن لا تظهر أية إشارة أو علم إسرائيلي في القاعة أو محيطها، لكن يضيف المالوكي قبل 3 ساعات تقريبا من الافتتاح الرسمي للتظاهرة الرياضية، فاجأت جهة خفية المنظيمن عندما نصبت علما إسرائيليا، وبشكل أثار استغراب الجميع في الساحة المقابلة للقاعة، والغريب يقول المالوكي أن الكل تبرأ من هذا السلوك غير المسبوق بمدينة الانبعاث، وهو ما اضطره الى الاتصال برئيس المجلي البلدي لأكادير، مبلغا إياه بأن أعضاء حزبه الحليف معه في المجلس (العدالة والتنمية) لن يحضر الافتتاح في حالة ما إذا بقيت الأمور على ما هي عليه. وهو ما حدا بالرئيس إلى التعبير عن نفس الموقف (الانسحاب)، معبرا أنه قبل موعد انطلاق الافتتاح بحوالي نصف ساعة، تدخلت السلطة المحلية وسحبت أمام أنظار الصحفيين والجمهور الحاضر العلم الإسرائيلي، ليمر الافتتاح في أجواء عادية. المالوكي استحسن هذه الخطوة، معتبرا أن أعضاء التحالف بالمجلس الجماعي لأكادير (الاتحاد الاشتراكي والعدالة والتنمية) قاموا بخطوة مقدامة وجريئة في إعلان عدم المشاركة، إلا بشرط سحب العلم الإسرائيلي، مشيرا ''بأننا داخل التحالف نعلن أننا ضد أي تطبيع مهما كان شكله، والتحالف يعتبر هذا الموضوع مسالة محسومة''. إلى ذلك، أفاد بيان صادر عن الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بأكادير عقب اجتماع طارىء خصص حسب البيان لمدارسة عدد من النقط من بينها بروز بعض مظاهر التطبيع مع الكيان الصهيوني بأكادير، من خلال مبادرات مختلفة تقودها جهات مشبوهة، كان آخرها الحلول المفاجئ لفريق إسرائيلي للجيدو، حيث أكد البيان ذاته، أن لا أحد يعلم بمشاركة الوفد الصهيوني. وعبر مسؤولو الحزب بأكادير عن استعدادهم الدائم لمناهضة كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني. وشدد الحزب بحرارة على أيدي أعضاء التحالف المسير للبلدية وعلى رأسهم الرئيس وأعضاء المكتب الذين وقفوا بقوة وأبوا أن يشاركوا في الافتتاح إلا بعد إزالة العلم الإسرائيلي الذي علق خلسة من طرف جهة غير معروفة، مؤكدا بأن أعضاءه سيكونون دائما إلى جانب المبادرات الثقافية والفنية والرياضية التي تشارك فيها دول العالم التي تحترم حقوق الشعوب وكرامتها.