ثمانينات القرن الماضي في مدينة القصر الكبير كان الحصول على الحليب في شهر رمضان مسألة تؤرق الأسر خاصة التي يكون من بين أفرادها رضع، كانت شركة سنطرال و زبناؤها من البقالة يمارسون عربدة حقيقية، كنت تلميذا في مدرسة بئر أنزران كل صباح أحصل على بضعة قطع نقدية من أبي كنت أُنفقها على وجبة (كاليينطي) من صينية المْعلم (قويقة) أو حبات (الپينيا) وأحيانا حلوى (جبان) التي تزداد حلاوة بعد معارك الكاراطي التي كنا نخوضها أثناء فترة الاستراحة. في المساء كنت مكلفا رسميا من طرف أمي بالتبضع، كانت فرصة حقيقية للحصول على ما تبقى من (صرف) كانت حلوى (العب وكول) (لا أعرف كيف تسمى في مدينتكم) وگوفريت (هنريس) يمارسان علي غواية حقيقية، غير أن البقال كان يحول بيني وبين مشتهياتي فقد كان مفروضا عليك اقتناء ياغورت (دانون) إذا كنت راغبا في اقتناء الحليب، الياغورت الذي لم تكن تميل إليه نفسي، وبذلك يضيع علي ما كان يَفْضُلُ من صَرْف، غالبا ماكنت أدعو على البقال في سِري… كبر الطفل وها هو اليوم مغتبط لأن دعواته لم تمسس البقال بسوء بل ذهبت رأسا إلى الشركة التي لطالما شفطت بقشيشه. اتقوا لعنات الأطفال فإنها ليس بينها وبين الرأسمالية حجاب. #مؤاطعون #حرب_المواقع