في الاسابيع التي تسبق شهر رمضان المبارك ، لا تكاد تسمع حديث الناس الا عن التحضيرات المادية لهذا الشهر وخصوصا النساء، فهن اللواتي يحضرن شهيوات رمضان والرجال ضيوف عندهن، وياليتهم يقدمون في آخر الشهر كلمة شكر لهن … المهم انا لست ضد التحضير المادي لهذا الشهر المبارك إذا لم تصل الى درجة التبذير والاسراف. كما تعلمون أن ديننا الاسلامي دين الوسطية والاعتدال، وإذا كان كذلك فلماذا لا نتحدث عن الجانب الاخر أي الجاني الروحي، فالإنسان مادة وروح ومتى طغى جانب على أخر اختل توازنه. لماذا الحديث فقط عن الشباكية والسفوف والبريوات..وباقي التحضيرات المادية التي تؤدي الى ارتفاع الطلب على المواد الاستهلاكية وبالتالي زيادة الأسعار مما يؤثر سلبا على القدرة الشرائية خصوصا عند الطبقة الفقيرة التي تكلف نفسها ما لا تطيق بسبب جهلها للدين ومقاصده ، فيكون رمضان عبئا عليها، تكره قدومه بسبب شئ ماأنزل الله به من سلطان. لماذا لا يسألونك عن الجانب الروحي مثلا: ما السورة التي حفظتها لحد الساعة أو أنت بصدد حفظها وفهمها وتنزيلها على أرض الواقع ؟ ما الكتب التي قرأتها او الكتاب الذي بين يديك تورق صفحاته سوف تقرؤه في هذه العشر الثانية من الشهر الكريم؟؟ لماذا لا يذكرونك بأن رمضان وقفة لمحاسبة النفس، وتصحيح الأخطاء وفرصة للتغيير ؟ لماذا لا يقولون لك بان رمضان شهر الجود والكرم والعطاء؟ لماذا ؟ ولماذا ؟ ……. في اعتقادي ما دمنا أننا نتعامل مع رمضان على أنه عادة وليس عبادة، فأظنه أنه لن يغير من أحوالنا شيئا رمضان مضى ثلثه والثلت كتير..فلا ندري من منا المرحوم الذي طوق عنقه بوسام الرحمة ويستعد لوسام المغفرة في انتظار الجائزة الكبري فنهنيه,ومن منا المحروم في فيما فات فنعزيه..فاغتنموا ما تبقى من ايامه ولياليه في طاعة الله يعتق رقابنا ورقابكم من النيران..