في غياب إطارات سياسية ومدنية حقيقية للتأطير واحتضان النقاش وتوجيه الفعل المدني نحو أسقف محددة وأهداف معقولة…يكون التواصل الاجتماعي قد فرض نفسه بسرعة كفضاء لاعادة النظر في كل شيء بما في ذلك مفهوم النخبة والسياسة والرأي العام… والتأثير فقط عوض التأطير، بل أكثر من ذلك، تغير الاتجاه من اعلى الى أسفل ليصبح التأثير أفقيا ومن الاسفل الى الاعلى … و هذا تحول ينبغي الوقوف عنده كثيرا و فتح نقاش حقيقي حوله..فإذا كان من حق دعاة مقاطعة البضائع التعبئة والتحسيس عبر الفايسبوك ؛ فإنه بدون تأطير الحملة والإعلان عن الوقع والأفق سوف تنفلت الغاية وينحرف الهدف ، مما يستدعي إستحضار عقلية تعاطي السياسي مع الشأن العام نفسه وتأثيرها سلبا على الإحتقان الإجتماعي ، ولنا في حصيلة الإنتفاضات المسماة تعسفا بالعفوية (الريف ، جرادة…) ، من ضحايا وإجهاز على الحقوق والمكتسبات الدروس التاريخية والسياسية والسيكولوجية …و لعل ما يبرر ما سبق هو خروج الوزير بوسعيد من داخل قبة البرلمان ،ونعته المقاطعين بالمداويخ ، هذا الخروج الاخرق سيكون بمثابة تقديم اكبر دعم غير متوقع لحملة المقاطعة؛ و سيزيد حتما من جرعة وجرأة المقاطعين؛ كما سيورط الحكومة في مواجهة مجانية وسيحولها الى طرف بينما كان عليها ان تلعب دور الحكم وتمارس صلاحياتها لحل المشكل قبل تفاقمه ؛ كما انه اظهر حقيقة انتهازية نواب الأمة ، بعدما اهان جزء من المغاربة مهما كانت تقديراتهم السياسية امام المؤسسة التشريعية ولم يتحرك فيمن يفترض فيهم ممثلي الأمة اي ساكن . و هنا أعود من حيث ابتدأت هل يوجد في المغرب اطارات سياسية حقيقية لها القدرة عن تأطير الشعب و احتضان النقاش، ولعب دور الوساطة بينها و بين الدولة؛ ام انها تحولت الى اطارات إنتخابية فقط همها الوحيد هو الوصول الى المناصب السياسية ..