منذ وقت، ليس بالقريب، لم يكن ينسب لليسار أي فضل في هذا الوطن ! كان ذكره مقترنا فقط؛ بالإعتداء على الهوية، أو التبعية، أو التآمر على استقرار البلاد ! سيحتاج خصوم اليسار إلى مراجعات عميقة؛ فكرية، و معرفية، و نفسية على وجه الخصوص؛ للشروع في إنصافه !!؟ و رغم ذلك، فالإنصاف لا يزال ناقصا، مشوشا؛ ليس عن تراجع في الإقتناع؛ بل، لسطحية في معرفة دقيقة بما قدمه اليسار؛ من تضحيات جسام؛ لأجل تمكين هذا الشعب، من كافة حقوقه؛ للعيش في حرية، و كرامة، و عدالة اجتماعية ! و السبيل إلى الوقوف على ما قدمه اليسار في هذا الشأن، يمر بالضرورة؛ عبر القراءة ! نعم، الإطلاع الواسع على تفاصيل تاريخ اليسار؛ نشأته، أهدافه، وعيه العميق بحركية التاريخ، تمكنه من أدوات التشخيص و التحليل و الإستنتاج، انتاجاته المعرفية، تفاعله داخل المجتمع، انحيازه التام للمظلومين و المسحوقين، صراعه ضد الفساد و الإستبداد، تضحياته، ضحاياه ! إن من شأن هذه المعرفة، أن تنصف بصورة أفضل، هذا التيار الوطني، و تصحح الوعي بما حصل و يحصل في هذا البلد !! تنبيهان مهمان، أرجو الأخذ بهما، لتقييم موضوعي لليسار بالمغرب : – يجب عدم التموقف مسبقا، من المرجعية الفكرية لليسار. – عدم الإرتهان، للمآل الذي يوجد عليه اليسار حاليا. الوطن في حاجة إلى جميع أبنائه !