اليوم 15 يناير ، فقدت ساحة النضال بمدينة القصر الكبير خاصة وفي هذا الوطن عامة ،المناضل : الخليل الورياغلي. كان سي الخليل رحمه الله مناضلا قاعديا من طينة خاصة. صلب و بأنفة و كبرياء الكبار. يعرف الجميع أن الرجل كان خجولا حد الارتباك و لم يكن أبدا خنوعا ، طيبا ، عطوفا ، متضامنا، و محبا للخير و موثرا على نفسه و لو كانت به خصاصة. لازال أولئك الذين اكتووا بنار و جحيم سنوات الرصاص ، يتذكرون مواقفه الإنسانية و البطولية . لقد كان صديق عائلات المطرودين من الوظيفة العمومية لمشاركتهم في إضراب أبريل 1979؛ و كان يقضي وقته كاملا في تنظيم عمليات التضامن المالية. كان بمثابة ذلك العصفور الذي يغرد كل صباح في شباك منازل المطرودين ، حيث يدخل عليهم البهجة. كان يتطوع خفية و يشتري من ماله الخاص بعض حاجيات تلك الأسر المكلومة من مأكل و ملبس خاصة للأطفال. سي الخليل عنوان للوفاء و الإخلاص و الإلتزام. خاض كل معارك القوات الشعبية ، و لم يكن يطمح في منصب أو مقعد أو جاه. انسحب من سرك الحياة باكرا ، و كأنه يعلن إدانته و احتجاجه على الرداءةالتي نعيشها ، و على الزمن الرمادي الذي نعاني منه جميعا. أيها الراحل في غفلة منا ، إن دموع إخوتك المناضلين تنهمر على وجوههم من حرقة الفراق. إنها بالفعل رزية. و مهما كُتب عنك فلن تُوَفَى حَقَّكَ ، إنك أكبر من الكلمات. رحمك الله يا أبا عوض و صبرا جميلا لزوجتك المكلومة و أبنائك و أخاطب روحك الطاهرة : " نم قرير العين ، سنواصل كفاحك و جهادك المستميت من أجل غد أفضل" و أضيف :"سلام عليك أيها الغالي يوم ولدت و يوم مت و يوم تبعث حيا".