ودعتك مدينة الناظور أيها الصديق الوفي المخلص بعد حياة كانت كلها جهاد وكفاح ونضال مستميت من اجل الطبقة العاملة المغربية بالناظور. عرفتك وتجاوبت مع كلماتك النضالية يوم كان النضال جريمة يعاقب عليها، جلست معك طويلا، وتحدثت معك كثيرا في مختلف القضايا، وكنت مؤهلا ومرشدا ورجلا حنكته التجارب. بالأمس ودعنا الحاج كيندي، وقبله خراط والسي محمد وغيرهم من المناضلين الذين دافعوا بنكران الذات عن إقليمهم وبلدهم. واليوم، نودعك إلى مثواك الأخير وما أحوجنا إلى دروسك وتوجيهاتك وجلساتك التي كنا دائما نأمل أن تطول حتى نستفيد أكثر. أودعك أيها الصديق الوفي وكنت أتمنى بعد قطيعة دامت أزيد من 5 سنوات أن التقي بك ونستحضر معا تلك الأيام التي قضيناها جنبا إلى جنب ومعنا الأستاذ الورياغلي أطال الله في عمره، لكن استقرارك بالعاصمة البلجيكية حال دون أن يتجدد اللقاء بيننا. ومع ذلك وخلال أدائي لمناسك الحج هذه السنة، أقرات لك السلام والتحية مع ابنك ونحن بمنى، وقلت له إني شغوف برايته والجلوس معه. إلا أن قضاء الله كان له رأي آخر، ولا مراد لقضاء الله. وها هي الناظور اليوم التي كانت تتابع أنشطتك النضالية ومشاركتك النشيطة في مهرجانات فاتح ماي، تودعك إلى مثواك الأخير وقد رزقت ذرية صالحة كافحت وجاهدت في سبيلهم بعرق جبينك. ودعت هذه الدنيا الفانية صديقي الأعز محمد بلمهدي بعد أن أديت رسالتك وكونت أبناءك وهيأتهم لمواجهة تحديات الحياة. فنم قرير العين أيها الوفي المخلص فسيظل اسمك حاضرا معنا في كل مكان وزمان، وسيظل شارع المقاومة يتذكرك باعتزاز، كنت محبا لإقليمك غيورا على وطنك لا ترضى بالذل. رحمك الله أيها الصديق الوفي وأسكنك فسيح جناته وألهم أهلك وذويك وأصهارك وأحفادك جميل الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون