هذه "غزة" العزة تناديكم .. وهي تحتضر، وفي عَبِّها يتسكع أحفاد القردة والخنازير ، يستأصلون جذورها جذرا جذرا ، ويجتثون أصولها أصلا أصلا ، وهي تتهادى بين آلام الحصار و لأواء الذبح والتقتيل ، تستغيث قرباها الراكنين إلى أسياد "قانا" ، و"صبرا وشتيلا" .. يُمزِّعون فيها أحاسيس القلوب اللاهفة ، وربتات الأفئدة الصامتة ، من وقع الظلم الرمادي . . . "" ************** هذه "غزة" العزة تناديكم .. وعقول عاهرة تتلاعب بها ، تربي فيها السكون والمسكنة ، وتعلمها " آداب الصمت " ،وحدود "الحلال والحرام " في السياسة والحقوق !! دقائق "الحلال والحرام " بانت من وحي التطبيع ... !! من الرفض إلى القبول مساحة الأمن واتقاء " الحرام " .. ولا شبهات ! ! وبين الرفض والقبول . . مساحة الرضا والخنوع و..الاستسلام ؟ ! و بين الرفض والقبول .. مساحة "النَّعَم" و"النِّعَم" و99، 99 % ؟ ! "اللاءات " كفر وسحت وفجور . . "اللاءات " عصيان وتمرد وعقوق .. ! تربية تسري في الأجسام الرخوة سريان الدم في الشرايين .. ! تسهل على "الرعاع" الترقي والتحقق فالوصول .. ! دركات تلك لا درجات .. !! كنز هذا "الرعاع" حينما يصوّْت .. كنز هذا "الرعاع" حينما يصفِّق .. كنز هذا "الرعاع" حينما يقول : "نعم" ... !! أي نوع من الذهب هذا "الرعاع" ؟ ! أستغفر الله بل من الماس والياقوت.. !!؟ تحيى اليد الصانعة بلمساتها الرقيقة الحانية اللطيفة ، لتنشئه "خلقا آخر" يأتمر وينتهي وفق نموذج (روبوتي) .. ! .. وداعا أيها الاختلاف ، "سنة الله" .. ! ************* هذه "غزة" العزة تناديكم .. وآفات النفوس القميئة ، تعتصر آلامها الماضية ، تفتح على عهر الزمان الرمادي قذائف غضبها المنكرة الساخطة على هذه الحتالات الآدمية التي بدت مجردة من كل حياء ، وهي تعلن ثورتها الحمراء على أرضها وسمائها ومائها وزيتونها .. !! إنهم يحاربون فيها بقايا الماضي ، يكسرون رغبات أفئدة شعبها الجريح المتلهف إلى حرية الاعتبار وكرامة الوجود... تلك بعض نضالا تهم المستميتة ضد بقايا قيمها الخجولة !! ضمانات مختومة بختام "المسك" ، أُعطيَتْكِ أيتها "الذبيحة" لتخرجك من ظلمات القهر والاستبداد.. إلى نور العدالة والانعتاق .. ضمانات سمعت عنها الكثير وما رأيت منها نقيرا ولا قطميرا... وها أنت أيتها الجريحة تزوّر إرادتك لعقود ، وتنتهك حرماتك ، ويُتلاعب بمصيرك مرة ومرة ومرة.. وأنت في " دهليزك الأرجواني " - حيث مستقر أنفاسك الكاتمة لكبت الرفض .. الناقمة لسير الركب تُعدّين عدة الإفراج لتكشفي عن عهر الزمان الرمادي .. زمانهم لا زمانك وتعتصري آلام الراهن .. وتتلذذي بأحلام الزمن الآتي .. زمن العزة والنزال .. فالظهور !! ************** هذه "غزة" العزة تناديكم .. و سبحات الفؤاد تخنق أهلها الصًُّمْد، تتداعى بين مُقَلهم تَتْرًا، تربِت على جروحهم المتقرحة ، ترسم معاناتهم على جدار صمت السنين المتعاقبة كأنها الليالي الدامسة و قد استجمع سوادها في حلقات ليخلف وراءه رسوم القهر والمعاناة و...وجروح لمَّا تندمل !! في زمن التيه ، تستأسد الفئران الثائرة ، وتتعملق الجردان النتنة ، فتستحيل ضبابا يسري رذاذه القاني ليمطر على رؤوس المقهورين شهبا تلظى ، في ساحة حمراء ، ترسم معالم لمستقبل ينذر بالخراب والدمار ، يستأصل جذور الطغيان ببنادق الإيمان ، يحملها فتيان باعوا النفس والنفيس بعد أن تحققوا بمراتب المقاومة والجهاد ، و اتخذوا من خنادق الوغى فنادق يأوون إليها ليستنشقوا عبير الجنة يضوع بين جنبات سراديبها المظلمة ؛ حيث تنبثق رغبة المحب الولهان، تتيه في أحضان الزمان العتيد ، تكسر روتين الدعة والخمول ، وتنفض غبار الجبن والعار مِنْ على الأجسام التائهة في ظلمات الوكر الدامس ، ترتعش وسط سراديب الخوف والقهر التي ولدها أصحاب القرار في الزمن الصهيوني الأمريكي الذي فرض شريعة الغاب تنخر الأجسام المكلومة بلظى الحصار والظلم الذي لا ينتهي ... **************** إلهي .. من لأمة تخوض مخاض الولادة العسيرة ؟! إلهي .. من لأمة تستعصي أدواؤها على الشفاء ! !؟ لطفك يا رب .. لطفك .. فما عاد في النفس بقية من صبر ، وقد احترقت أنَّاتها .. وتيبست في مُقَلِها دموع السنين الراكدة .. إلهي .. هذه أمتي شاخت عن عهد السنين، وتداعت عليها الأمم ، ويبُسَت فيها جذور العزة ، وشُلَّت فيها أركان الوجود ،.. ومن القواعد يأتيها حفدة القرود .. وورثة النمرود .. !! إلهي هذه أمتي ، وهذا حالها ... ولا حول ولا قوة إلابك .. !!