مات الكشكاري. مات ذاك الرجل الذي ارتبط وجوده بالفرح حين كانت الكاميرات إعلان عن اللحظات الجميلة ولم يكن واردا بتاتا أن تأتي بمصور لمستشفى أو لمقبرة . كي يأتي الكشكاري عليك أن تشعل نجمة مرصوصة بالمصابيح وتعلقها على الباب، أن تحضر الموسيقى ،أن تستعد للفرح ليعرف القاصي والداني أن ثمة سعادة على وشك الحلول ، ساعتها نادي على الكشكاري ليخلد اللحظة . هاهو خلف عدسته يصنع فرحا آخر للحاضرين بكل محبة أو يرافق أطفال المدارس في حفلات عيد العرش أو في الرحلات . الكشكاري يعرف الجميع. كيف لا وهو شاهد العصر على كل الأحداث في المدينة الصغيرة. التقيته قبل سنوات في نشاط ثقافي بالقصر الكبير وفرحت مرتين لأن النشاط جميل ولأن الكشكاري سيتكلف بالتغطية لأن المصور في عقلي الباطني هو الكشكاري ولا أحد آخر. في زمن بعيد تفنن هذا الرجل في تجميل فرحنا فأحببناه لأنه لم يخذلنا يوما. كان دائم التواطؤ مع الفرح.فلترقد روحك بسلام سي محمد .أنت فرحة أخرى سقطت منا اليوم كما سقطت من شجرة ذاكرتنا المشتركة أوراق لا حصر لها. لروحك السلام أيها الرجل الطيب