هل من حق المجلس البلدي للقصر الكبير أن يفرغ، ودون قصد منه، نظام اللائحة من محتواه الجديد ويعود بنا بشكل مسرحي سنوات لنظام الأحادي الإسمي البئيس، أو هكذا يبدو من خلال بعض الصور التي تطالعنا، من حين لآخر،لشخصيات منتخبة أمام أوراش أشغال من المفروض أن هناك مصالح تقنية بلدية تتابعها و لا داعي لمثلها مزايدة ؟ اللهم إلا إذا كانت هناك ثمة ضغوط يمارسها عليه محيطه في غياب توزيع صريح للمهام، واضح ومعلن عنه ؟ إذ يرابط منتخبون بعينهم، بدوائر انتخابية بعينها، بشكل يثير الشفقة، أمام أشغال مبرمجة، ليعطوا الانطباع بأنهم يشتغلون للحي وحده أو هكذا يفهم ؟ أو يظنون، فمنذ تم اعتماد النظام اللائحي، أصبح على السادة المستشارين أن يفهموا أن اللائحة تعني تجاوز المجال الترابي الضيق، والتنصيب لخدمة مدينة بكاملها، و أن الحكامة الجديدة اليوم، تستوجب انخراط العضو الجماعي في سيرورة متكاملة ومندمجة تشمل الأحياء المتضررة كلها، و ما أكثرها، والاستعاضة على النشوة الكاذبة والإنتشاء الشخصي، بالفعل الصامت المنظم والمخطط له من طرف المصالح المختصة، لذا فإن كل مرابطة حزينة و متمسكنة بدائرة ضيقة على حساب الأخرى، راني خدام زعماك، لن يفيد كثيرا … ولن يعطي سوى الانطباع عن غياب إستراتيجية مجموعية ذكية لإصلاح الأحياء أو المدينة برمتها، وسنبقى والحالة هذه، نجتر صورة المستشار الوضيع … غير المفيد … المرابط في الأعراس والجنائز، القاطع لممشى الناس والراجلين، ليؤدي طقوس السلام و العناق بمناسبة وغير مناسبة، بدائرته الضيقة، بدل الجلوس الراقي مع أقرانه داخل لجن نشيطة لرسم معالم الاستراتيجية الأخرى … ورؤية الخريطة، لتغيير وجه حاضرة لا زالت تنتظر عملا جمعيا مندمجا من أبنائها يغيب فيه ولو لحين، ذاك التلميع المرضي للذوات والأفراد، الذي لا يخفى على أحد،في زمن كثر الحديث عن الپافي وأخد الصور أمام أشغال هنترة شبكة واد حار أثبتت جدارتها منذ عهد الاستعمار … هذه المياه العادمة … والخانزة تتسرب لمنازلنا في عز الشمس، أما وقت الأمطار فحدث ولا حرج، لا نستجدي تدخلا، فقد خلصنا ذعيرة عن بناء مكتمل وله صلاحيته، بل فقط فتح تحقيق في ملابسات تسليم تجزئة تنعدم شبكة الواد الحار في جزء منها، لنعيش نحن إسقاطاتها ومعاناتها ؟؟؟