ما لبثت العديد من المذكرات الوزارية الصادرة عن الوزارة الوصية علي القطاع توصي بتنمية منسوب الأجواء التربوية التي ينبغي ان تسود بين الفاعلين التربويين اساتذة كانوا او اداريين داخل المؤسسات التربوية حتي يكون الجو ملائما للتحصيل والعطاء.. الا انه في الآونة الأخيرة بدأت تطفو على سطح الجسم التعليمي سلوكات غريبة من قبيل السب والشتم و اللمز و الغمز بله والضرب كما شاهدنا جميعا وبعيون باكية ماحصل في ورزازات وقبلها العام الماضي بثانوية احمد الراشدي بالقصر الكبير. يقينا أنها ليست الأولى ولا الأخيرة في مسلسل الضرب والسلخ الذي تتعرض له الشغيلة التعليمية بشكل يومي مقصود داخل وخارج مقرات عملهم, وهي ظاهرة تستدعي من القائمين على الشأن التربوي دراستها في سياقها الواقعي دون عزلها عن أسبابها المحيطة بها.. وعودة علي بدأ لثانوية احمد الراشدي وانا اتصفح مواقع التواصل الاجتماعي استوقفني فيديو الوقفة الاحتجاجية المنظمة من طرف الهيأة التربوية العاملة هناك مدعومة بالنقابات التعليمية ضد مدير المؤسسة الذي عمر طويلا راعيا للفساد المستشري هناك.. المثير في الأمر والذي استفز مشاعري قبل كياني التصريحات الخطيرة للعاملين بالثانوية العارفين بخباياها كون مديرها صار فاقدا لبوصلة تسييرها مغرقا اياها في سياسة القيل والقال التي ارغمت بعضا من أطرها قصرا على الرحيل بعد انتفاء الاجواء الحميمية التي كانت تسود بها.. والاغرب ما ورد في تدخلات احد الحاضرين بالوقفة كون بعض المواد لم يدرس اطفالها لحد الساعة والاسدس الاول يطل على الرحيل في وقت مالبثت كل التوصيات الوزارية علي جعل هذه السنة الدراسية استثائية. ومع هذا الحال يحق لنا ان نتساءل: هل السيد المدير الاقليمي علي علم بهذا الامر؟؟ فإن كان الجواب بالإيجاب فتكون آنئذ جريمة تقترف في حق تلاميذ الراشدي بتواطؤ مع القائمين على الشأن التعليمي المحلي؟ ويتناسل عن السؤال الاول سؤال آخر اين هو الشريك الفعلي المتمثل في جمعيةالاباء هناك؟لم السكوت علي هذا الحال الذي تجاوز شهرين ونيف؟الم يكن حريا أن تنسق الجمعية مع الأساتذة في وقفتهم مادامت مصلحة التلميذ هي الاساس؟ حقا ان الوضع خطير وكارثي كما يشير بيان الوقفة ينذر بعام ساخن ضحيته التلميذ والأستاذ إن لم تتدارك المديرية الوضع وإلا فالقادم أسوأ لا قدر الله. واقع لا يسع المتتبع لما يجزي إلا ان يردد سمفونية الزمن الجميل وبلحن حزين "وفين غادي بينا خويا"؟؟.