لا يهم شكلي ومن أكون، اعيش في بلد اسمه المغرب له جذور عميقة في افريقيا و أغصانه تطل على أوروبا، من لا يعرف المغرب لا يعرف شيئا عن التاريخ. في مثل هذا اليوم 6 نونبر1975 كان عمري ثلاثة سنوات انطلقت مسيرة مظفرة نحو أقاليمنا الجنوبية لتحريرها من المحتل الاسباني، سميت خضراء لأنها سلمية سلاحها الوحيد هو الايمان بالقضية والقران الكريم. انذاك وككل الاطفال من نفس السن لم نكن نعي ما يحدث حولنا ومع مرور السنوات أصبحت تلك المسيرة الخضراء جزء من احتفالاتنا، فكلما حلت الذكرى والا نسمع في المذياع و التلفزة أغاني " صوت الحسن ينادي" " العيون عينيا و الساقية الحمرانية.. نمشيوا ونجيوا بسلامة الله والنبي والقران معانا" أغنية تحمل مشاعر روحانية ومن منا لم يتفاعل معها. ترسخت في جيلنا قيم المواطنة وحب المسيرة من خلال القسم المكتوب على اللوحات في المدارس الابتدائية و بدروس التربية الوطنية وبالحكايات التي كانت ترويها لنا الجدات عن رحلة المسيرة الخضراء. واليوم ها نحن نلقن ما تعلمناه من معلمينا و والدينا لأبنائنا لتظل مسيرة كل جيل من طنجة الى الكويرة ، مسيرة مغرب بأكمله بشماله وجنوبه ، شرقه وغربه. ان مسيرتنا لمستمرة بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ببناء و تشييد المشاريع الكبرى مع تكريس قيم الديموقراطية ودولة الحق والقانون بما في ذلك من احترام لحقوق الانسان واعطاء القيمة للفرد فهو محور كل تنمية بحيث يجب منحه الامكانيات اللازمة ليتمكن من استثمار قدراته الفكرية و العملية فيما يخدم بلادنا. وان تخللت مسيرتنا فترات فتور وفشل فذلك لن يمنعنا من النهوض من جديد والاستفادة من أخطاء الامس، لنكن ايجابيين في تفكيرنا و افعالنا من أجل بناء مغرب قادر على تحدي التكتلات و التحالفات الاقتصادية الكبرى حتى نترك لأبنائنا مغربا يفتخرون بالانتماء اليه. و هكذا اذن نحتفل اليوم بمسيرة خضراء تمتد في التاريخ لاكثر من أربعين سنة وفي نفس الوقت فنحن عازمون للاستمرار في مسيرة تحقيق الانجازات الكبرى مع عدم نسياننا لترسيخ القيم التي توارثناها عن أسلافنا من تضامن وحب للوطن. "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون".