لأبناء جبل صرصر والأطفال الذين عرفتهم ذات تاريخ في قرية يسكنها البَرْق اسمها " بَرَّاقين" منازلُ البَرْق ———- لِي كوخٌ هناك في قمة الجبل وذكرياتٌ خبَّأتُها تحت الحجر وحبَّاتُ مِلح للأعراس القادمة كلُّ ريحٍ صرصرٍ عاتية تعرفني حينما كانت تغضب تهاجم وحْشَ اللَّيل وتُصَفِّر فوق السقوف القصديرية نَفتَح لها الأبواب تَسْتَلْقِي بجانبنا على سريرنا القَصَبِيّ تعزف أغاني الرُّعاةِ المحاصرين في أحراج العَوْسج و أشواكِ العليق تُسدِل جفونَنا وتمضي إلى مغاراتها البعيدة وراء الأفق و هذه الجِدْيَانُ الصغيرة رعَيْتها في السفوح تحت شجر الخَرُّوب وفي الأماسي المثقلة بألوان الغسق كانت تتقافز أَمامِي في الرَّوَاح متسلقةً جدار الجبل وجَحْشي الأشْهبُ يحمل جِرار الماء وها أنذا أسير اليوم مُتوجِّعاً بمرارةالحنين عَبْرَ نفس الطريق المتعرِّج الصاعد من النَّبْع إلى منازل البَرْق المتوهّج في الأعالي أَمُرُّ قرب المقبرة المختفية تحت شجيرات الرَّيْحان الكثيفة أتذكر أن جَدِّي بلا شاهد في مكان هناك تحت التراب وأتذكَّرُ حكاياتِه عن حروب القرية الصغيرة ضد رجال شقر أقاموا حصنا ولاقِطاتٍ لاسلكية على قمة الجبل الصخري قال بعض الشيوخ : إنهم قَوْمُ عَاد الذين أتى ذكرُهم في القرآن ستأتي ريحٌ صرصرٌ عاتيةٌ تُفْنيهم يُنهي جَدِّي حكايته في كل ليلة بصوت منكسر: كانت الرِّيحُ تعصف حزينةً ذلك اليوم نام الأطفال مذعورين على غير العادة باكرا انتظر الناس طويلا ومازالوا ينتظرون مِلْحَ الأعراس القادمة —— الرباط 29 أكتوبر 2017 الصورة: بني خلاد يحرسها جبل صرصر الذي تبدو قمته في الخلف