إدريس الواغيش إليك وحدك صديقي : د / عبد السلام فزازي أذناي تبصران … الحياة تنبعث من تحت الرماد والشتاء يزهر في الجبل على عجل لا حاجة لي بعد اليوم إلى رمز أو دليل أو فضيحة من عيار شقرقة الحجل قبلة واحدة وينتهي صمت هذا الليل استجرت بساحرة المدينة فأصدرت الريح بياناتها وصلت كوكبة الرعب إلى تخوم القبيلة فأوصدت المدن أبوابها وانسحبت الأفاعي مجلجلة - قد عراكم من اشتراكم أيها العبيد !! عرب يصلون فرائضهم بلسان العجم وأبراج الحمام خاوية من بيضها جدران البيت المهجور تردد صدى مواء القطط هل أستطيع الآن أن أنساك ؟ هل أستطيع أن أعيش على ذكراك ؟ أمي كانت تحب أن تحكي وأبي لم يكن يحب الحكاية ثعلب ماكر يتربص بديكنا البكر يخطفه من حديقة بيتنا في غفلة من خيوط شمس الصباح يتعقب أبي في يأس خطاه وتلطم أمي خدها تلح علي الآن صورها في الظهور ثانية وتختفي أخرى أبحث عن وصاياها العشر الأخيرة في الشنط القديمة أحن إليها إلى حصادات خجولات وإلى حضن أمي الباكية إلى قهوتها المطحونة بيديها المشققتين بتراب هذا البلد يلزمني أجنحة وسبع سماوات وسبع طرق أخرى لفهم الحكاية يتردد صدى النايات في أذني ينتابني عناد طفولي فأرجع إلى صباي ألوذ بذكريات البلدة المنسية في وجعي ينزل القمر نهارا من علياء سمائه في قريتي " أيلة " يتقاسم مع الأطفال براءتهم أتحسس بطن قدمي أجد فيهما وشم الصخرات المسننة في الرمل وعلامة حصاة ملساء في كفي تتقافز الأسماك القاصرات فوق صنارتي الكسلى يطير أصدقائي من فوق الردم إلى أمواج الغدير في نهر" ورغة " في مياه أتت لتوها من جبال " الريف " وحبيبات العرق تقطر من جبينها من تعب المسير تصعد الذكريات من ألبوم صور وكراسات قديمة فيؤلمني وجع قرية لم أزرها منذ سنين أبوح بصوت مرتفع أتذكر حبي الأول في المقبرة القديمة هناك دفنته بيدي جنب بلوطة شاخت لكن لا تصدقوني مع ذلك … إن قلت : - لن أعود ثانية … فاس في : (15/02/2014)