نداء بين الحياة و الموت

تقبلي يا أمي العزاء
واصبري على عظيم البلاء
ودعتك مواعدا باللقاء

لكن الموت لا يرد له نداء
تقبلي يا أمي العزاء

كنت أحلم بوطن الرخاء
وطن يسوده العدل و النماء
أحيا فيه بكرامة و اباء

حلمت أن أرى حبيبتي الحسناء
تتزين لي و تتخضب بالحناء
و أن أحيا معكم في هناء
أسامركم كل مساء
أن أكون لكم النور و الضياء
أمنياتي كلها أمست هباء
تزوجت يا امي العنقاء
اثرت من أجزل العطاء
قلت أين العهد و الوفاء
أجابت بقسوة و كبرياء
أريد من يدفع بسخاء
مللت حياة البؤس و الشقاء

ضاقت الأرض يا امي بما رحبت
لاحت الامال يا امي و اتسعت
عانقت البحر مكرها و تمنيت
أن يكون أحن علي من الوطن
حلمت بالحياة فكان الممات
ضائع أنا في الحياة و الممات
لا نعش لي يعلو الهامات
لا قبر لي يضم الرفات
تسقييه أمي بالعبرات
و يرتل أبي فوقه الايات
و تدعو أختي أن أخلد في الجنات
فتقبلي يا أمي العزاء
و اصبري على عظيم البلاء