توفي عبد الكريم غلاب وكما قال أحمد فؤاد نجم لا طبالين يفرقعوا ولا اعلانات.. مات غلاب ،ولست أعلم إن كان قد احتفظ بوعيه حتى آخر العمر، وهو يرى كل هذا الانهيار حولنا.. شاهدا على الهشاشة الطافحة والضحالة المطبقة. . مات غلاب وفي حبره أحداث ورجال وشروخ في المرايا.. لم يكن يستحق الرجل كل هذه الرداءة حتى نودعه بها، لم يكن هناك داع لمكافأة كاتب مثل غلاب بكل هذا الإحباط بعد أن ظل يتواصل "مع الشعب" كل يوم محذرا من دنو المنحدر.. في رواية المعلم علي يقول غلاب هكذا يجب أن نبدأ الكتابة ويقول أيضا هكذا يبنى الرجال.. اوقعنا في حب الرائحة الكريهة لدار الدبغ.. وبكل حرص وترو أخرج من بين يديه عجينة من الكتابة الأدبية الممزوجة بالتجربة السياسية والصحافية مختصرا المكان والزمان بحكمة بلزاك وبديهة محفوظ ورشاقة المغاربة الرواة.. أعرف فاس بفضل المعلم علي ولن أعرفها بعد وفاة غلاب.. لكنني ورغم رهبة اللحظة أقول رحمك الله عدت الى النبع حيث السرمدية المطلقة حيث سيجد المداد مكانا يليق به.. وحيث لن يمكنك أن ترى كل هذه الوضاعة.