كان "السي أحمد" يلعن اليوم الذي اشترى فيه الحاسوب مكبدا أجرته البسيطة اقتطاعا جديدا! فقد اتضح أنه قد تم "النصب" عليه من طرف ابنته و زوجته، فقد قادتا ضغطا مزدوجا عليه حتى يتورط في الصفقة/الفخ، و أوهمتاه أن الحاسوب ضروري لدراسة البنت، و أنه المفتاح السحري الذي سيشرع أمامها أبواب المستقبل.. لكنه اكتشف أنه قد فتح أبواب أخرى على ابنته رغم أنه يحرص على اغلاق باب منزله "بالزكروم".. فقد كانت البنت تقضي ليلها و جزء غير يسير من نهارها أمام شاشة الحاسوب، و قد لاحظ أنها كانت تأخذ زينتها، و تلبس ملابس أنيقة أثناء "دراستها" في الحاسوب . و ما زاد من سخطه الوشوشات و الضحكات التي تتناهى إلى سمعه عندما يستيقظ لصلاة الفجر. و عندما فاتح زوجته بالأمر صدته بقوة قائلة: -عيقتي… كل ما في الأمر أن البنت تأخذ "فاصلا" من الدراسة للدردشة مع قريباتها و "زملائها"… لينتفض في وجهها: -أعرف أنك محامية "صحيحة"… لقد سمعت "الفاسقة" ابنتك تتكلم بلكنة خليجية، و سمعتها ترطن باللهجة المصرية، و سمعتها تغني و تقول "حبيبي" و "عمري".. ثم تقولين قريباتها و زملاءها؟؟؟ صمتت الزوجة ، و زمت زوجها بنظرات قاسية، ثم قالت: -ألا تستحيي أن تتجسس على ابنتك؟ و لنفترض أنها تكلم الرجال! ماذا في ذلك؟؟ صاح الزوج مذعورا: -ماذا في ذلك؟! أكملت الزوجة بتحد: -نعم… ماذا في ذلك؟؟ كثير من صديقاتها تحصلن على أزواج "شهوة".. أمراء و رجال أعمال و مهندسون من مختلف الجنسيات… لماذا لا تجرب حظها ؟؟ قاطعها الزوج: -حظها تنتظره في بيتها مثل بنات "الأصل". ردت الزوجة: -و لماذا سيخطبها "ولاد الأصل"؟ هل لجاهك أو مالك أم لوظيفتها؟ اصمت و دع البنت تبحث عن نصيبها.. لم يجن السي أحمد من خطوته سوى الهوان، فقد انتقلت البنت من مرحلة "النشاط السري" إلى العلنية في المحادثات و الحديث عبر الهاتف، غير أن البنت -على ما يبدو- قد تعرضت لهزة عاطفية إثر خيانة -أو فرار- أحدهم. فاعتزلت الحاسوب عدة أيام، فلاحظ أبوها الأمر ، و تقدم منها و سألها عما بها، طأطأت البنت رأسها، فقال لها والدها: -"نوضي" يا بنيتي، العني الشيطان، و عودي إلي حاسوبك و محادثاتك… "إذا مشا واحد يجيو عشرة"!!