محمد العياشي الحمدوني "شمعة اضاءت طريق السالكين" شخصية فريدة كانت تثير انتباهي بجلبابه وطربوشه الاحمر،وانا التقي به مرارا في طريقي الى مدرسة المنزه في سبعينيات القرن الماضي ، وهو في طريقه الى المعهد الديني ، لاحقا كنت اراه بالنادي المغربي او بباب مكتبة المرحوم سيدي علال القيسي متابطا مجموعة من الصحف ، تشاء الصدف ان اتعرف عن قرب الى المرحوم ذات سفر ، لاكتشف انه صديق حميم للمرحوم والدي وزميل دراسة بمعهد مولاي المهدي بتطوان وحكي لي بعض قصص ونوادر المعهد منها قصة الشابل التي كلما التقيت به لاحقا الا وبادرته ما جكاية الشابل ؟ ليعيد الرواية مجددا وينطلق ضاحكا . ان المتامل في سيرة محمد العياشي الحمدوني وهو يقف امام محطات من حياته سيدرك ان الرجل مثل الى جانب العديد من ابناء المدينة منذ بداية الاربعينيات ليدرك ان الرجل ساهم بقسط كبير في الاشعاع الثقافي والفكري لم يتوقف هذا الاسهام الى اخر حياته ، كتب عنه الاستاذ رضوان احدادو ما يلي "ينتسب الحمدوني الذي ولد سنة 1922 بندينة القصر الكبير الى جيل الرواد المؤسسين للحركة المسرحية بالمدينة ،فمعهم وبجانبهم تلقى ابجديات الفعل المسرحي " اضافة الى مساهمته في الحياة الثقافية ، ساهم في الحياة السياسية بالمدينة حيث يعتبر من المؤسسين لحزب الوحدة المغربية بزعامة استاذه الشيخ المكي الناصري ، الا ان انتماءه هذا لم يكن يحول دون احتفاظه بصداقات من مختلف المشارب ، وانا استحضر هذا الوجه اتذكر انني تابعت سجالا حول تاريخ المسرح بمدينة القصر الكبير على صفحات جريد الشمال بين المرحوم العياشي الحمدوني والمرحوم احمد مياح ، امتد هدا السجال لاربعة اعداد متلاحقة ، ويبقى العياشي الحمدوني احد الوجوه التربوية بالمدينة الذين اسدوا خدمات لاجيال لازالت تذكرها بكل خير …