سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
انبعاث نكتة... انبعاث أمة: ولد الجماني وطلب طرده من البام: لا أدري إن كان الحزب سيلبي طلبه وأتمنى أن لا يفعل كي لا يحرمنا متعة الآتي من سلوك الجماني الجديد..
عرف مغرب الثمانيات والتسعينات طفرة كبيرة فيما يخص النكتة السياسية، والتي كانت تعبر بشكل قصير ومقتضب عن الكثير من المواقف السياسية الرافضة أو الساخرة من الكثير من السياسات التي كانت تنهجها الدولة ، أو النظام كما كان يسميه رفاق الأمس... برزت في هذه المرحلة شخصية خاطري ولد سعيد الجماني، والذي ألصقت بها كل النكت التي أضحكت الملايين من المغاربة... كان تداول النكت شبه مسموح، لكن تداول اسم النائب والسياسي الصحراوي ممنوع بشكل مطلق... صادف أن وُبِّخَ "عمي ادريس" الذي كان يقدم برنامجا للأطفال، لم تعد القناتين قادرة على إنتاج مثله الآن، لأنه في فقرة كان يعطي فيها الميكرفون للأطفال الصغار من أجل سرد نكتة، نطقت إحدى البريئات باسم الجماني‘ في مستهل النكتة المعروف " هذا الجماني..." وبخ عمي ادريس، رغم أنه وضع يده بسرعة على فم الطفلة، ليسكتها... واعتذر لها بأن يعطيها الكلمة في حلقة مقبلة كي تروي نكتتها... كانت آخر نكتة والتي اتفق المغاربة فيها على قتل شخصية خاطري ولد سعيد الجماني، هي تلك التي جمع فيها كل نوادره في كتاب وألقى به في البحر، كي يتخلص من قفشات الشعب المغربي وسخريتهم من الدولة عبر شخصيته... بعد ربع ساعة من رميه لهذا الكتاب في البحر، خرج كل السمك وهو يقهقه ضحكا... لا أدري ماذا كان مصير السمك، ولا كيف استطاع قراءة كتاب النوادر للخاطري ولد سعيد الجماني في ربع ساعة، رغم أن المعروف على السمك قصر ذاكرته... كما أن الكتاب كان في نسخة واحدة، وربما رُميَ من إحدى فيلات المعني بالأمر، المطلة على المحيط الأطلسي، في العيون، الداخلة أو حتى في الرباط... ومع ذلك خرج السمك عن بكرة أبيه، يقهقه ضاحكا... وأنا أطالع جريدة الصباح لعدد اليوم، الاثنين 25 مارس 2013، انتابتني هستيريا الضحك، مثل السمك أعلاه... وأنا أقرأ خبر طلب النائب إبراهيم الجماني، ابن المرحوم الخاطري ولد سعيد الجماني، المنتمي إلى حزب الأصالة والمعاصرة، بطرده من الحزب... الدستور الجديد، وقانون الأحزاب الذي عبث به كل الفرقاء السياسيين، قبل أن يأتي الحراك السياسي الحالي، ليضبط مفاصله، يمنع على المنتخبين تبديل فرقهم السياسية، في كل المؤسسات التي انتخبوا فيها بأسماء أحزاب معينة... لكنه صمت عن حالات الطرد، وطريقة تدبيرها... رغم أن المنطق يحتم أن يكون الانتماء للمؤسسة المنتخبة هو انتماء عبر الحزب الذي يلتحفه المنتخب... لأن المنطق يقول أن الناخبين صوتوا على البرنامج لا على الشخص... بما يعني أن مكوث ابراهيم الجماني في قبة البرلمان رهين بانتمائه للأصالة والمعاصرة... منطق ظاهر للعيان أنه لا علاقة له بواقع السياسة في البلاد... الذين صوتوا فعلوا ذلك لأنه ابراهيم ولد الجماني، بشركة النقل التي يملكها سابقا في القنيطرة، وبشركات البناء هنا وهناك، وبقطيع الإبل التائه في الصحراء... دشن ابراهيم الجماني سابقة مضحكة في تاريخ السياسة المغربية، وهو طلب الطرد من الحزب، كي يتمكن من الالتحاق بحزب آخر دون أن تسقط عضويته من البرلمان... لعلها خطوة أولى كي يستعيد مجد الأب في إضحاكنا من هذه السياسة التي لم تعد تفعل.. انحازت للهم والكدر فأضحت ثقيلة ومملة.. لا أدري إن كان حزب الأصالة والمعاصرة سيلبي طلبه، وأتمنى أن لا يفعل كي لا يحرمنا متعة الآتي من سلوك الجماني الجديد.. سيرتكب نوادر كي يدفع بالحزب إلى طرده، كأن يعلن حربه على التماسيح والعفاريت.. في انتظار ذلك، وفي انتظار تلك الجملة الجميلة التي يستقبلك بها الأصدقاء ليرووا لك آخر نكت الجماني، " قالك هذا الجماني...."