إعفاء بنكيران من مهمة تشكيل الحكومة تحمل بين ثناياها الرسائل التالية : _ الإلحاح على تكسير الطابع الزعاماتي الذي كان يتوهمه بنكيران و يضفيه على نفسه .. _ إصرار القصر على عدم التنازل عن سلطة " الآمر الاوحد " و عدم القبول باي كان في مزاحمته في تدبير الشأن الدولتي _ تنصيص البلاغ على التكهن باستحالة تشكيل بنكيران للحكومة فيه تلويح لمن ستسند له مهمة تشكيل الحكومة على عدم العمل باستراتيجية بنكيران المتعنتة و فيه تشجيع على التنازل و طأطأة الرأس اكثر و امر بتنفيذ التعليمات دون تجاسر … _ قرار الإعفاء هو تأديب لبنكيران اكثر مما هو اتاحة فرصة اخرى للبيجيدي . _ القرار سيجعل البواجدة في مشاوراتهم المستقبلية يتنازلون اكثر و هذا تكتيك لحصر نفوذهم اكثر و كبحهم . _ رغم خنوع بنكيران و تهليله الدائم بالطاعة فدار المخزن ترسل رسالة مفادها أن خدامها عليهم تنفيذ الاوامر لا الاجتهاد .. _ الشخص الاكثر حظا في التعيين المقبل هو مصطفى الرميد باعتباره حضر يوم تعيين بنكيران دون سند دستوري و دعوته انذاك كانت فيها ارادة تهييء الشخص الثاني للزج به للواجهة عند الاقتضاء . _ البيجيدي سيدخل مرحلة الإضعاف الذاتي بسبب عدم التوافق في بيت البواجدة على شخصية كاريزنية من غير بنكيران المعفى و صراع مثلث الرميد\العثماني\الرباح سينتج عنه قابلية ضبط دار المخزن للبيجيدي اكثر و إلجامه بخلق صراعات داخلية ستفرز انشاقا كفيلا باضعاف بعبع القنديل .. _ المخزن مامعاهش اللعب و للي كلى الملحة فدارو ماخصوش يقول لا كما قال الحسن الثاني يوما و هاهي تطبق مقولته اليوم على فأر مختبري اسمه بنكيران .. _ المستفيد الاول من الوضع هو ثنائية أخنوش\العماري ، فالاول سيتمسك بلجام الحكومة و لو بحقائب اقلية و الثاني سيلعب دور الضاغط المعارض لإضعاف ما تبقى من نموذج البديل الاسلاموي و فرملته الى حين ادخال القنديل في موت سريري و تهيأة المناخ للجرار لقيادة الحكومة في المشهد المقبل ما بعد الحكومة التي ستشكل مشلولة مهزوزة ..