كان ولازال مجموعة من الشباب يبحثون ويحاولون جاهدين تحقيق حلم محفوف بالمخاطر، حلم يعد بالنسبة لهم هو المنفذ والخلاص من واقع صعب و أليم حرموا فيه من أبسط حقوقهم وتعرضوا فيه لظروف جعلت منهم مواطنين من الدرجة الثالثة أو الرابعة، حلم الهجرة إلى البلدان الأوروبية، هذا الحلم الذي ظن الجميع على الأقل في السنوات القليلة الأخيرة بأنه غادر أذهان الشباب المغاربة خاصة بعد الحراك العربي الذي علقت عليه هذه الفئة مجموعة من الآمال التي قد تكون سببا في تغيير واقعهم وتحسين ظروف معيشتهم، لكن الواقع أثبت العكس و كرس ما كان سابقا، وعاد هاجس الهجرة السرية ليغازل الكثير من الشباب ولو بنسبة أقل رغم ما تعيشه معظم الدول الأوربية من أزمات اقتصادية في السنوات الآخيرة. طاقم بوابة القصر الكبير عاين مجموعة من الحالات المؤلمة والصادمة التي أكدت صحة فرضية تقول بأن حلم الهجرة إلى الخارج كان ولازال حاضرا في أذهان بعض الشباب، من بين أبرز الحالات التي تم رصدها حالة مصطفى الذي يبلغ من العمر 17 عاما وينحدر من احدى المناطق القروية بإقليم العرائش هو حالة من بين الحالات التي تبحث عن طرق للهجرة إلى الخارج هربا من الواقع الأسري المزري، فهو ابن لرجل مختل عقليا وأمه خادمة في البيوت و وهو أخ لثلاثة أطفال آخرين وجدتهم هي من تكفلهم بما توفره من أموال تحصل عليها عبر التسول في المدن والقرى، وتخصص جزءا من ماتحصل عليه ليتابع مصطفى دراسته، كان قد سبق لمصطفى أن حاول الهجرة إلى اسبانيا لكنه ضبط متسللا في إحدى الحافلات في ميناء طنجة من قبل رجال الشرطة، ليبدأ بعد ذلك بمعاودة المحاولة أملا في نجاحه في الهروب. مجموعة من الشباب البالغ عددهم حوالي 20 فردا المنحدرين من مجموعة من المدن والقرى رصدتهم عدسة بوابة القصر الكبير وهم يحاولون التسلل خفية إلى أسفل احدى الحافلات الخاصة بنقل المهاجرين إلى اسبانيا كما (توضح الصور وشريط الفيديو) بشكل يحط من كرامتهم ويستفز مشاعر كل من يشاهد هذه الصورة المؤلمة، صورة تختزل حجم المعاناة التي تعيشها هذه الفئة. في تصريح أدلى به سائق الحافلة الخاصة بنقل المهاجرين إلى إسبانيا لبوابة القصر الكبير تحدث فيه عن المشاكل والمخاطر التي تقدم عليها هذه الفئة التي تضم مجموعة من القاصرين وذلك حتى يحققوا حلمهم بالهجرة، ولايهتمون لما قد يصيبهم من مخاطر قد تعرضهم للموت وبطرق بشعة، ليبقى السؤال مطروحا حول مستقبل هذه الفئة الشابة التي تبحث لنفسها عن واقع آمن كريم يليق بها و يمكنها من تحقيق أحلامها المشروعة والمعقولة.