ونحن نودع المُوسْم السنوي للكتاب لا بأس من أن نناقش أزمة الكتاب والقراءة بقليل من التروي والموضوعية وخارج أزليات نفذت شحنة الكتب وأتت شحنة أخرى لأن الاستثناء لا يقاس عليه ولأن نفاذ كتاب ما في المغرب هو نتيجة تواطؤ جميل من الأصدقاء والصديقات وليس مؤشرا على ارتفاء نسب القراءة التي نعرف حالها في المغرب ويمكننا بسهولة وضع اليد على مكامن الخلل فيها وأولها المدرسة التي لا تشجع على القراءة والأسرة التي لا تعطي القدوة في القراءة للأبناء في غياب تام لطقس القراءة في المنزل والوضع الاعتباري للمثقف في مجتمع يفتخر بالاغتناء الفاحش للأميين ومنتهزي الفرص. انتهى المُوسْم السنوي وسيأتي مُوسْم آخر دون أن نسائل أنفسنا كم قرأنا من كتاب في السنة ..في الشهر؟ماهي الكتب التي أثرت فينا بطريقة أو بأخرى طيلة السنة ؟ لأن فعل القراءة عليه أن يرتقي بالشخص ،أن يجعله يدرك حدوده خارج فعل الكتابة النرجسي. هذه السنة تزامن المعرض مع ترشيح روايتين مغربيتين في القائمة الطويلة لجائزة البوكر وكنا سنسعد أكيد لو مرتا معا أو لو مرت واحدة على الأقل للائحة القصيرة ليس لأننا نعرف الكتاب بل لأن الرهان هنا على دولة لا على أشخاص. لم تحظ أية رواية بالعبور للجائزة والأسباب نجهلها لأننا لم نطلع على باقي الروايات المرشحة. في هذا السياق تذكرت نصا كنت قد كتبته سابقا عن جائزة بوبكرْ بكل الحمولة المغربية للتسمية أولا لأنه لم تكن يوما لدي عقدة لا اتجاه الشرق ولا إزاء الغرب وثانيا لأني مقتنعة بطفرة الكتابة في المغرب بعيدا عن أزمة القراءة. طفرة ستعطي أكلها خارج منطق التطبيل والمجاملة لأن النصوص الأصيلة تجترح أمكنتها بصمت وبثبات .النص الجميل يحمل مقوماته في ذاته ولا يحتاج اعترافا من أحد. جائزة بوبكر هذه يمكنها أن تكون جهوية أو وطنية أو دولية لم لا ؟؟ جائزة بوبكر يمكن أن تكون بالقراءة والتصويت على كتاب، التصويت طبعا في مجموعات القراءة لا عبر الرسائل الهاتفية . جائزة بوبكر سنربح منها مجتمع يقرأ وهذا أفضل تتويج يمكن أن يحدث في بلد في طور النماء. في طور تجريب تمارين الديموقراطية العصية..في طور البحث عن طريق يخرجه من مأزق الأمية بكل أصنافها.