كائن اجتماعي ، حيوان سياسي، راغب، و ناطق ……! أوصاف لا تصف الإنسان بقدر ما تستدل عليه في وضعه الجمعي / وسط لجة الكم مع أقرانه….! لقد تم إلهاء فكر الإنسان عن بشاعة حقيقته بهذه التيمات الرومانسية المدعية ؛ و تم صرف تركيزه عن هول بعده عن الآخرين….! إننا كمسافرين هاربين من عار ما ؛ ملتصقين بظهر شاحنة الزمن المهترئة؛ عين على الطريق و أخرى على أيدينا المتشنجة في قبضتها الواهمة على طرف صلب….! لا أحد منا يكثرت بمن بجواره إلا إذا كان ينازعه موطء قدميه… هل حدث مرة أن بادر أحد بسؤال مجهول عن أحواله ؟ أبدا… نسأل فقط عمن ننتفع بوجودهم و لو وجدانيا…. إننا كائنات أنانية حد إنكار ما يخرج عن الذات… حد اعتناق النفس دينا ! الصداقة من أجل…. الحب لغاية…. الزواج لعل….السياسة بغية…..! لا أثر لمقولة "كائن اجتماعي"…. إنه "كائن انتفاعي" لا اقل و لا أكثر…. في زمن الغفلة كان النبيل أو الشجاع ينفق من ذاته و عمره و ما يملك من أجل لقب أخلاقي يتمثله زاد وجوده الأبقى و مقام الجلالة الأرقى….! و كان البطل من لا يتوانى عن افتداء الآخرين بروحه….! لماذا اختفت الآن هذه المعايير؟ أين القيم التي كان يتسابق عليها الناس كتسابقهم إلى بريق المادة اليوم ….؟ انقشع غيم اليوطوبيات و برزت سوءة الإنسان للعيان و صار نتوء أنانيته شاهرا عهره بلا خجل….! لماذا لا نعيد التفكير و ترتيب الةجود لتأسيس وجود جميع بصيغته الأنانية ؟ لماذا نصر على الاستمرار في تغليف الرؤيا بوهم "الاجتماعي" "الاخلاقي" …. لا عزاء لإنسانية العصر الراهن إلا إذا تصالحت مع عهرها و رتبته في سياق يضمن للجميع جرعات متساوية من صديد حقيقتها المقززة….