أمام القصف المتواصل على هذه الرقعة الجغرافية من طرف شِرذِمة النظام ، يصاب الوطن ببثور تأبى الاندمال ، جراء ذلك يتوجَّع التعساء وهم يتعرضون للنَّخّْر من طرف سرطان الطَّحْنِ المخزني الذي يفتك أجسامهم المثخنة بالجراح ، يموت من يموت منهم فيتكفل الملك بدفن جثتهم وتعزية العائلات و الأمر بتحقيق عقيم لا ينجب إلا الخواء ، نغضب كثيرا فنخرج للساحات كي نطالب بمحاسبة المسؤولين ، نرجع لصفحاتنا كي ننثر بذور التغيير بتدوينات نُحبِّرُها بدماء الألم التي تتمني للفقراء و الوطن كل ما هو جميل .. تتضارب الآراء وتتكاثر الكائنات المخزنية التي تنشر رماد الخذلان على صفحاتها داعية إيانا لتقبل عيشة الدبانة فالبطانة .. تبدأ حرب الجيمات و التعاليق و البلوكاج و السينيالات ، وفي خضم هذا الصراع الافتراضي ينشر العياش الأول سفيان البحري صور الملك في الدول الإفريقية بالسوفيطما د الماريخوانا ممسواقش لما يحدث في دولة المغرب الشقيق .. تمُرُّ الأحداث تباعا فيرسل صاحب الصولجان خطابه من دولة السينغال كي يقول أشياء كثيرة ولا شيء مما يحدث على الساحة .. تتسابق الأقلام وتتناسل التحليلات الممجدة للخطاب التاريخي .. أيام بعدها يعود الملك ليترأس قمة المناخ كوب 22 بمراكش .. يلقي خطابا هناك فتتهافت نفس الأقلام كي تحلل التفاصيل المملة .. يرحل من جديد بغية إكمال جولته الإفريقية تحت شعار " شاط الخير على زعير " ليدشِّن هناك المستشفيات و معاهد التكوين المهني و المشاريع التنموية و المساجد دون أن يُكلِّف نفسه عناء تفقد 10.000 إطار من أبناء الشعب الذين يعانون لسعات العطالة و البرد القاسي في ساحة جامع لفنا .. طبعا كل هذا حدث بينما بنكيران وإخوانه مفراسومش بسبب انشغالهم بتأليف كتاب تهافت الكراسي على غرار كتاب تهافت الفلاسفة للغزالي ، وتهافت التهافت لفيلسوف قرطبة ابن رشد .. وحين تنتهي اللعبة ستُدير الحكومة آلة الطحن من جديد كي تقتل آمالنا بالجملة .. فانتظروا ما هو أسوأ .. جراء كل هذا التسلسل الكرونولوجي للأحداث .. استبدل الفاسيبوكيون شيئا فشيئا صور محسن فكري بصورهم بعدما بدأ الغبار يتسرَّب للذاكرة المثقوبة رويدا كما فعل مع ضحايا طانطان وبوركون و مي فيتحة و حسن صيكا و عمارة سباتة …. إلخ … في هذا الصدد يقول غسان كنفاني : إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية فالأجدر بنا أن نغيِّر المدافعين لا أن نُغيِّر القضية .. لأجل هذا يحاول جل شرفاء الوطن أن يغيروا عقلية المدافعين عن القضية عبر نشر ثقافة النضال ضد الحكرة عوض خزعبلات " شعاند الميت ميدير قدام غسالو " .. صحيح أن الشرفاء لا يملكون ما يكفي من الضوء كي ينيروا الظلام .. لكن بإمكان عود ثقاب واحد أن يصنع انفجار .. فحذارى ثم حذاري ..