في كثير من المرات التي كنت اقصد فيها القلعتين الرياضيتين التاريخيتين "فيسنتي كالديرون" و "سانتياغو برنابيو" لمشاهدة الديربي المدريدي،، كنت أرافق جماهير الفريقين مختلطة في الحافلة أو القطار جماهير من كل الأعمار،، أطفال مرفوقين بأبائهم،، كهول إستوطن الزمن قسماتهم،، فتيات يقيم الجمال على سحناتهن،، الكل يبتسم ويتكلم في صمت،، ما لاحظت لجاجا بيزنطيا بين الفريقين،، ولا تحرشا مسيئا لأحد منهما ضد الآخر،، ونفس الشيء عند نهاية المبارة،،، فهاته الأخيرة تنتهي في الملعب،، والذهاب إلى الملعب،،، عندهم هو طقس إحتفالي أولا وأخيرا،، للتخلص من ربقة روتين أيام العمل،، الطريقة الوحيدة عندهم للإحتجاج ضد مستوى الفريق وضد إدارته هي"المناديل البيضاء" إشارة تكفي لأن يلتقطها المسؤول ويشرع في التغيير. في المغرب كنت مصدوما وأنا أشاهد حافلات مدينة القنيطرة،، إنها اشبه بحافلات تعرضت لقصف صاروخي (ولا ابالغ هنا) لقد تم تلحيم أبوابها و نوافذها الزجاجية،، بعدما تكسرت وتم تغطية بعضها بالألواح الخشبية ،،، وعندما سألت عن السبب قيل لي أن جماهير الكرة أو "الألتراس" هي من فعلت ذلك،،، حينها أدركت أن الدولة كانت صائبة جدا في قرار حلها،،،فالذي يخرب مرفقا عموميا لهزيمة فريقه،، مكانه مصحة نفسية،، مع إعادة تأهيله تربويا في مراكز خاصة،،فالملاعب في المغرب كانت قبل المنع عبارة عن ثكنات مجيشة من المراهقين مستعدة بتهورها وبتوجيه أحيانا من مدبر شيطان،،، على إقتراف العنف لإيصال رسائل إحتجاجها.