تواصلت فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان "أزلاي" للموسيقى الافريقية الذي ينظمه المجلس الإقليمي للسياحة بورزازات بشراكة مع عمالة الإقليم ومؤسسة ورزازات الكبرى للتنمية المستدامة ومجلس جهة سوس ماسة درعة والجماعة الحضرية لورزازات و لجنة فيلم ورزازات، باستضافة نجوم الموسيقى الافريقية على المستوى العالمي. فبعد السهرة التاريخية التي أحياها الفنان المالي "اسماعيلو" بفضاء قصبة تاوريرت، والتي حققت حضورا جماهيريا لافتا، وبعد الظهور الفني المتميز لمجموعة من الفرق الموسيقية الإفريقية الشابة وفرق مغربية مثل "الفناير" و"آش كاين"، نطقت ورزازات، أول أمس السبت، بلغة فن "الريغي الافريقي" ونجمه بلا منازع ألفا بلوندي من خلال سهرة فنية بعث فيها نجم الريغي كثيرا من الإيقاعات الإفريقية في انصهار مع إيقاعات عالمية. بلوندي حول الندوة الصحفية التي نظمت قبل انطلاق السهرة الفنية، إلى منبر سياسي للدفاع عن القارة السمراء والقضايا العالمية العادلة، حيث استغل نجم الدورة الأولى لمهرجان "أزلاي"، فرصة لقائه بالصحافة، ليتحدث في السياسة، مدافعا من خلالها عن المصالح الإفريقية ''التي باتت محل أطماع القوى الامبريالية العالمية''، وكان مجمل ما دعا إليه الحنجرة الإفريقية السوداء، ألفا بلوندي، التوقف عن إيذاء شعوب إفريقيا لاسيما تلك التي لا تزال تعاني حروبا وصراعات كما هو الشأن في الصومال وليبيريا، وفي هذا السياق، دعا بلوندي الشعوب الإفريقية إلى الالتفاف حول القادة الأفارقة المنتخبين ديمقراطيا وذلك لإفشال جميع المناورات والانقلابات التي تمولها القوى الغربية التي لا تريد استقرار إفريقيا التي ترى فيها حقلا للتجارب وسوقا رائجة لأسلحتها المهددة للبشرية. واعتبر عدم الانسجام الذي يحصل في كثير من الأحيان على مستوى الاتحاد الإفريقي في مناقشة بعض قضايا إفريقيا راجع الى كون بعض الرؤساء الأفارقة وصلوا إلى الحكم عن طريق الانقلابات غير المشروعة والتي تدعمهم في ذلك القوى الغربية. وفي سؤال حول الربيع العربي، قال الفنان الافواري "إنه خريف للقادة الطغاة، وأنا سعيد لما يشهده العالم العربي من تحول نحو الديمقراطية"، حيث لم يخفي تعاطفه مع القذافي، باعتبار المأساة التي سبقت وتلت مصرعه، معتبرا "مهما كان الشخص بغيضا، فإن منظر شخص لا حول له ينظر مباشرة إلى الكاميرا يجعله لا محالة مثيرا للتعاطف". الحنجرة السوداء بلوندي دعا أيضا إلى ضمان محاكمة عادلة للطغاة لأنهم أساؤوا إلى شعوبهم، ليس إذلالهم بوضعهم في قفص أو ما شابه، في إشارة إلى الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك. بلوندي الذي تم تعينه من قبل الأممالمتحدة سفيرا للسلام في كوت ديفوار في عام 2005، نوه بالدور الذي يقوم به الجنود المغاربة لحفظ السلام في ساحل العاج، وثمن دور المغرب في التوسط لفك النزاعات والخلافات الإفريقية. وفي سؤال حول علاقته بالمغرب، قال الفنان الإيفواري إن شرارة انطلاقته العالمية بدأت من مدينة مراكش بداية الثمانينيات، حيث أحيا حفلا، كان من بين أبرز الحاضرين فيه، الملك محمد السادس حين كان وليا للعهد، وأخبر الحاضرين أنه بصدد الاشتغال على أغنية تحمل إسم "ورزازات". وأكد أن المغرب، الذي زاره عدة مرات "بلد الإسلام المعتدل والتسامح والسلام».