كنت ككل المغاربة أحتفظ للاعب من زمن مضى إسمه الغريسي ببعض من الإعجاب، تولد هذا الإعجاب منذ تلك النطحة "العتروسية" للكرة التي أدخلها في مرمى الحارس الزامبي في أحد أيام سنة 93 مسجلا هدفا أهلنا إلى منديال العم سام لثالث مرة آنذاك سنة 94، ولأنه نطح فقط، ولم ينطق، فقد بقي عند شعب الكرة واحدا من اللاعبين الذين يذكرهم بالخير حتى إن لم يصل لمستوى اللاعبين المتميزين في ذلك العصر مثل الزاكي الظلمي الحداوي بودربالة والتيمومي، هذا المنتخب الذي كان يقوده المرحوم بليندة، والذي حين إعداد لائحة اللاعبين 22 المشاركين في المنديال لم يضع المدرب الوطني من بينهم الغريسي، بسبب وفرة لاعبي الهجوم الذين كانوا لاعبين مرموقين من قيمة كريمو وشقيقه ميري والبهجة والشاوش، وهو ما جعل الحسن الثاني رحمه الله يبعثه بمعية دحان وهيدامو المعطوبين على نفقته. هذا العسكري الذين أدخلته الكرة في سلك الدرك الملكي بصفر تعليم وبنوع من الريع الذي ساد ولا زال تاريخ المغرب الحديث، صمت رغما عنه بفقره الدماغي، وحين تفوه، نطق كفرا، ويا ليته ما نطق حتى -يعيق- به الناس، وأثناء حديثه وهو يناقش الكاميلا، والتضبار، وشير على العيوار، كان يعري واقعا ظل زمنا تحت طائلته، وهو هذا الأسلوب السوقي الذي يتناول به الحديث، ومنها العنصرية في حديثه الذي يفرق بين البراني واولاد البلاد، والجهل بالقوانين، من قبيل الكلام عن رئيس الجامعة، شارحا هو – وضع القانون ما شي قانون حيت هو بغى يبقى رئيس جامعة- ..الخ، وكنا سنحتفظ لهذا الرجل بشيء من الاحترام لو اقتصر تدخله على انتقاد تسيير المجال الرياضي في مدينة القصر الكبير وكرة القدم خصوصا التي بواسطتها سطع بها نجمه من حامل للوصالي من فران الحومة إلى لاعب يشار إليه بالبنان. ان اللاعب المميز يا ولد البلد، هو من يحترم جمهوره ويعتبر نفسه ملكا له، وحين يأت الى بلدته، ينسلخ من نجوميته وينزل إلى أهله وزمرته، لا أن يأت من حين لآخر، فقط سعيا من وراء منصب تدريب الفريق أو للوصول إلى مكان يتيح له أخذ "الكاميلا"، هذا الفريق ليس مطبخا في قشلة ديال العسكر آلغريسي، وآتيها من الأخير، ماذا قدمت أنت لهذا الفريق الذي آواك، وحملك من الحضيض تحمل الأحطاب إلى لاعب لعبت الظروف في بزوغه القصير؟ وما فتئ أن انطفأ وهجه في وقت قليل، اللاعب أو المدرب المميز لا يفرح لهزيمة فريقه الأم، اللاعب السابق المعترف بجميل فريقه الأول لا يهدد حكام مبارياته حين يعلنون هدف أو فرصة هدف لفريقه الأم. ثم في هذا المغرب الشاسع أيها المدرب المحنك، الا يوجد غير فريق النادي الرياضي القصري تنتظر دورك فيه؟ هل اللاعبون المميزون الذي جاورتم في فريق الجيش الملكي وقدموا من فرق أخرى، هل عادوا إليها يعرضون عليها خدماتهم؟ هل فعل ذلك التيمومي مع اتحاد اتواركة؟ هل فعلها العزيز أو دحان أو هيدامو؟ ظالم لنفسك يا لغريسي، لماذا تكلمت ليعرف الناس مستواك؟. كراتك طائشات في كل اتجاه يا هذا، فقد أصابت الجمهور، تبا.