إن الوسائل الاتصالية الحديثة أتاحت للإنسان المعاصر أن يكتشف الواقع المحيط به،ويطلع على أحوال الناس ومنجزاتهم في كل الميادين،ونتيجة لذلك اشتد الإقبال على الشبكة العنكبوتية،باعتبارها أداة فعالة للتواصل الاجتماعي والانفتاح على العالم الخارجي. وأضحى من الممكن أن يقيم كل واحد حسابه الفايسبوكي يضمنه كل ما يحلو له من صور شخصية،وقضايا حياته اليومية وما يتعلق بإبداعاته وأعماله الفنية والثقافية،وموقع تواصله الاجتماعي ولقائه بأقاربه وأصدقائه من مختلف الأعمار والجهات. غير أن الغريب في هذا الأمر بالذات،لجوء بعض المتطفلين الصبيانيين إلى الإجهاز على الحسابات الفيسبوكية،والتسلل إليها من أجل ممارسة ميولاتهم الخبيثة وتفجير نوازعهم السادية،حيث يعمدون إلى مسخ حقائق أصحابها،وتزييفها عن طريق الإبقاء على رؤوسهم وملامحهم الأصلية،والإتيان بمشاهد إباحية وصور خليعة تخل بالأخلاق وتخدش الحياء. والسؤال الذي يطرح نفسه في سياق الاستحواذ على الحسابات الفيسبوكية،وحرمان أصحابها من الاستفادة منها بالصورة المتوخاة،يتجلى في الدوافع الكامنة وراء هذا السلوك المقيت،وما ينزع إليه من مقاصد متهتكة وفاجرة.ومهما يكن من حال هؤلاء العابثين المفسدين،فإنهم يخالفون القيم الإنسانية ويضربون بحرمة الهوية الشخصية عرض الحائط،كما يجحفون في حق المالكين الشرعيين لهذه الحسابات الفيسبوكية،ويتسببون في خلق جو مشحون بالارتباك والتوجس بينهم وبين ذويهم ومعارفهم،فهل من رادع ؟