أُداعب شاشة هاتفي المليئة بالخدوش من كثرة الضغط عليها بسبّابتي و إبهامي و لحوالي 16 الى عشرين ساعة في اليوم متنقلاً بين الصفحات و المواقع الوطنية منها و الدولية و خصوصا المحلية باحثا عن كل كبيرة و صغيرة تخص الشأن المحلي القصري، بِتتبُّعي و حرصي لشأن المحلي أحيانا أشك في نفسي أنني أملك نصف القصر الكبير و لا أُكذِّب نفسي حتى أدُسَّ يدي في جيب سروالي و أستيقظ من أحلام يقضتي لأجد كل ما أملك هو دراهم معدنية معدودة و ورقة نقدية بالية من فئة 20 درهما لِأُبدِّل الشك باليقين أنني لا أملك و لو مترا مربعا من أرض مدينتي رغم أنني من خدام الدولة الأوفياء و أستيقظ يوميا على الساعة السادسة صباحا لِأخدم "الدولة" و أُلبّي نداءها، حيث أصبحت تسعيرة المتر المربع الواحد لِأمثالنا "خارج الربعين" يضاهي ثمن "إيركاط R4". و أتساءل لما كل حب الإستطلاع هذا الذي أُكِنّه للقصر الكبير هذا و حشر أنفي في شيء لا يعنيني و أنا لا أملك في المدينة سوى حسابا فيسبوكياً لا بنكياً. لأنتفض و أقول لنفسي كيف لا يعنيني الشأن المحلي لمدينتي و أنا قضيت زُهاء ثلاثة عقود و نصف في دروبها و أحيائها. و ولدت و ترعرعت فيها فأنا قصري أبا عن جد و اعرف المدينة شبر شبر زنقة زنقة و مستبعد أن أعرفها دار دار لِتزايد وثيرة الدُّخلاء و "البرّاني" بالمدينة. و لا يَغُرّنَّنِي لقبي "الوهراني" نسبة إلى وهرانالجزائرية فأنا لا أطيق حتى سماع كلمة الجزائر و أكره بوتفليقة و جنرالاته و حتى سلاَّلِه "مْنْ عَنْدْ الله". و أُكِنُّ حبّاً جمّاً للشعب الجزائري لأنه محسوم في أمره كما حسم في أمرنا نحن "كلنا في الهوى سوى" راه آخرتها موت و كما يقول سفير الثراث الشعبي العالم الكبير عادل الميلودي كولشي ديال الله .