لا يحتاج لوثائق بنما أو وكليكس كي يتعرف عليه المغاربة .. فهو بارز للعوام دونما الحاجة لمجهر مكروسكوبي كي نراه .. الفساد في وطني سرطان ينخر الفقراء يوميا بالتقسيط الممل .. يكفي أن تزور أقرب مستشفى كي تشاهد تلك الأكوام البشرية التي تموت بسبب الراديو الخاسر و الرانديفو ديال الراميد وعدم توفر الأدوية التي يساوي ثمنها قنينة نبيذ يعاقرها لصوص المال العام ..الفساد في وطني قابع في قلب إداراتنا العمومية .. نلمسه دوما كلما أردنا الحصول على وثيقة نتبث بها دواتنا ككائنات تستحق الحياة على هذه الرقعة الجغرافية .. الفساد في وطني جرثومة خبيثة تقتات من دماء ملايين التعساء الذين يدفعون لمافيا العقار جلودهم كي يستطيعوا تأمين قبر الحياة .. الفساد في وطني يدخن السيكار الكوبي على شرفات فنادق الخمس نجوم .. ويرقص على إيقاع أوتار معاناتنا اليومية ، وكي تدرك ذلك يكفي أن تتعرف على قضية الطلبة المعتقلون في تطوان و ملف الأساتذة المتدربون ومعطلي محضر 20 يوليوز وآلاف الفقراء الذين تسفك دمائهم الباطرونا مقابل قطعة خبز يابس .. إلخ .. الفساد في هذه البقعة يتناسل في العلن وينجب في العلن وينهب جيوبنا الكالحة علانية وهو يرقص على إيقاع أمعاء المتشردين الذين يقتاتون من القمامة و ينامون في العراء وعلى آلام القابعين في الجبال بلا ماء ولا كهرباء ولا مستوصف ولا أبسط متطلبات الحياة .. يفعل ذلك وهو ينتشي بأنين المدمنين الذين يموتون بلسعات القرقوبي التي يقذفها لصوص الوطن في أحيائنا القاتمة كي يقتلوا آخر معاقل التفكير فينا .. الفساد يقتلنا يوميا بالتقسيط الممل .. رغم ذلك نطبق مقولة " دير راسك بين الريوس وعيط أقطاع الريوس " بعدها ندخل لصفحاتنا الزرقاء كي نثرثر ونناضل ونستنكر قبل أن ننام منتشيين بنصر إفتراضي و هكذا دواليك … فما العمل إذا كي نقتلع هذا السرطان ؟؟؟ كي نحارب الفساد علينا أن نقرأ بغية تأتيت العقل البشري بمقومات ستجعلنا نعلن القطيعة مع تلك الأمثال التي زرعها في كنفنا المخزن و القائلة نحن شعب صالحلنا غير العصا .. نحن شعب مكلخ .. حنا مصالحالناش الديموقراطية … أنذاك نكون قد وضعنا أقدامنا في الطريق الصحيح طارقين بذلك أول مسمار في نعش الفساد و المفسدين .. رجاءا لنغير تفكيرنا ..