محمد رشيد إنسان بسيط متواضع حنون يحب فعل الخير صريح جريء عنيد مهنتي تقني بالشركة العلمية roca ببرشلونة. العرائش في الماضي كانت جوهرة لامعة واليوم أصبحت عبارة عن سوق كبير وقبلة للباعة المتجولين وملاذا أمنا للشمكرية وقطاع الطرق. في الماضي قبل هجرتي للديار الإسبانية كنا بعض الأحيان نجلس مع أبناء الحومة في بالكون اطلانتيكو بحكم أنه قريب من الحي وغالبا ما نجلس في ساعة متأخرة من الليل كنا نلهو بالعزف وكنت أعزف على آلتي المفضلة الكيتار كان الوقت أناذاك يمر بسرعة لا نشعر به حتى نسمع صوت آذان الفجر ومن السخرية أن أغلب الأصدقاء كان لا يملك مفاتيح مسكنه مما كنا نفضل أن ننام ساعتين في الحديقة وكنت أتوسد خلالها آلتي المسيقية وعندما تشرق الشمس نستيقظ فنجد أنفسنا مازلنا في نفس أمكنتنا الكل يحمل أمتعته وكنت أيضا واحد منهم أحمل آلتي المسيقية والوالكمان لأنه في ذلك الوقت لم يكن لا محمول ولا mp3. اليوم بدأت أخشى حتى الدخول إلى منزلي من الجهة السفلية فأضطر أن أمر من شارع مالك ابن المرحل، أظنني في الوقت الحاضر اذا نمت في بالكون اطلنتيكو فسوف لن أجد لا كيتاري ولا حتى ملابسي الداخلية. لا مجال للمقارنة بين عرائش اليوم و عرائش الأمس وهذا ما سبق لي أن ذكرته بإذاعة طنجة بمناسبة اللقاء الذي كنا قد نظمناه في برشلونة وقلت فيه أن العرائش أصبحت توأمة سيدي علال التازي بعدما كانت توامة المونيكار سنة 1988. العرائشيين كانوا كعائلة واحدة فلقد كنا نجتمع بسهولة وبدون إجرائات معقدة ونتفق وننظم الكثير من الرحلات الى سيدي ودار أو رأس الرمل او الشوميش وكنا نلتقي مع عرائشيين آخرين من أحياء أخرى لا تربطنا اي قرابة بهم كلما في الامر أننا عرائشيين من نفس المنطقة، كنا نجتمع ونفرش الأرض ونضع كل ما نملك من طعام وماء وفواكه وكأننا أبناء من حي واحد كان هذا التكافل والتعاون موجود طول السنة ويشتد عوده في فصل الصيف للأسف لم نعد نراه اليوم بين أبناء العرائش لأنه لم يعد هنا عرائشيين أصلا أصبحنا أقلية وغرباء في مدينتنا. من أهم ذكرياتي أنني فزت بعصبة الشاوية بالدار البيضاء للألعاب القوى سنة 1991 رفقة نادي الرجاء البيضاوي واخترت من أحسن العدائين الشبان وتم اختياري للمنتخب الوطني سنة 1992 ولم أكمل مشواري الرياضي نظرا للإصابة التي أصبت بها في أحد المرطونات الذي نظمها النادي الملكي للكلف بالدار البيضاء والإصابة لم تكن عرضية بل كانت متعمدة من أحد المنافسيين. هذا جعلني أتخلى عن الرياضة وأهاجر إلى الديار الإسبانية. لأكن صريحا معك أنا عندي موقف من أغلب الجمعيات لأنها لا تقوم بالواجب اتجاه المدينة دورها هو تنظيم حفلات الحيحة والحب ودَرْدَكْ ِزدْ دَرْدَكْ مع الرَبْطٌة الزغبية وآخر هاته الأعمال ما قامت به أحد الجمعيات في المهرجان الذي نظمته هذا الشهر. جمعية المهاجرين العرائشيين لا زالت في مهدها ولحد الآن لم تقم بأي عمل أو نشاط، أتمنى أن تبقى في المسار الذي أنشات من أجله وهو بالدرجة الاولى الدفاع عن مدينة العرائش تم الدفاع عن حقوق المهاجر. هذه الجمعية ستكون إن شاء الله غير الجمعيات الأخرى كل ما أتمناه أن يلتحق بنا باقي الإخوان في المهجر.