أحاطت به عصابة الفجر من كل جانب وقال له أعضاؤها قول رجل واحد: - "اخرج ما في جيوبك وإلا فلن تلوم غير نفسك!"... انتبه للسكاكين حول عنقه وخاصرته وظهره وبطنه وأعطاهم ما في جيبه من أوراق نقدية حتى إدا ما أخلوا سبيله وانصرفوا قصد أقرب مخفر للشرطة ليحتج عن الأمن الغائب في البلد وعن الوطن الذي صار غابة وعن غربة المواطن في غياب أي حماية اللهم الرعاية الإلهية التي أعمت اللصوص عن المال الذي لا زال يحتفظ به في جواربه. أنهى الضحية احتجاجه على الشرطي داخل المخفر وخرج يرغد ويزبد. في الباب، طوقته نفس العصابة بنفس الأسلحة البيضاء وقال له أعضاؤها قول رجل واحد: - "هات المال الذي لا زلت تحتفظ به في جواربك!"...