طرحت هذا السؤال لأنه يبدو أن مدينة القصر الكبير باتت معنية و رغم عنها بما يجري بمصر وسيضاف للكم الهائل من المشاكل و الهموم التي تتخبط فيها المدينة هم جديد هو ما يجري بمصر...فبعد حادثة الأقصر تمت مهاجمة مواقع إلكترونية قصرية من قبل بعض الهاكرز الشيعة...اليوم و بعد عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي سنترقب بخوف و ترقب ما سيحصل بالمدينة خاصة بعد تهديد الإخوان بسقوط شهداء و أنهم لن يقبلوا قرار الجيش... لنترك ذلك جانبا...فما يجري بمصر هو صورة مكبرة لما يجري بمدينة على الهامش هي مدينة القصر الكبير المجهولة على خارطة الأحداث بالعالم؛ والتي تخضع لمجلس بلدي إسلاموي يعبث بشؤونها منذ سنوات ويغرقها وحل التهميش والتفقير والفوضى. فالقاسم المشترك بين هؤلاء الإسلاميون وإن تباعدت بلدانهم؛ هو أنهم ينظرون للأمور من زاوية واحد هي زاويتهم الخاصة و تحليلهم الخاص وفكرهم "المقدس" الخاص؛ في حين أن معالجة القضايا وممارسة التسيير والانخراط في سنة التدافع السياسة يتطلب الانفتاح على كل مكونات المجتمع والعمل وفق آليات متجددة بعيدا عن الفكر المتحجر ... الذي يؤدي بأصحابه إلى ما يمكن أن نسميه الغرور السياسي والثقة المفرطة بالذات. وقد يتسأل البعض عن سر حصول هؤلاء الإسلامويون على أصوات المواطنيين؟؟؟ وهي القشة التي يتمسك بها هؤلاء الإسلاميون والفزاعة التي يرفعونها في وجه كل من يعارضهم الشرعية ؛ والجواب بسيط جدا لأن كثير من الناس يتعاطف مع الشعارات والكلمات والنبرة الشديدة تجاه أعداء الإسلام في زمن يعيش فيه المسلم لحظات هوان وهزائم ، فمجرد شعار يستمد كلماته من ذاك الزمن الغابر لعزة المسلمين قد يعتبره البعض انتصارا كبيرا جدا. لهذا بالضبط كثير من المسلمين رفعوا أعلام حزب الله أبان الحرب الاسرائيلية على جنوب لبنان وجن جنونهم وحبهم وعشقهم لملهم الثورة حسن نصر الله... جماعة الإخوان المسلمين وهنا أقصد كل الجماعات و الحركات الإسلامية بحكم الارتباط الفكري بينها سقطت اليوم لأنها أفرطت في نشوة الانتشار، والانتشار المقصود هو استلام زمام الأمور في كثير من البلدان العربية ... فباتوا لا يرون إلا كرسي المنصب و لا يرون ما لذلك الكرسي من مسؤولية؛ وسقوطهم اليوم بمصر هو بداية سقوطهم واندثار فكرهم في كل بلدان العربية.