مفهوم خطير داخل الحقول السياسة، غالبا ما ينتشر هذا المرض بين الدول التي لا تؤمن بالديمقراطية كآلية لتسيير الحكم وكقاعدة أساسية من قواعد اللعبة السياسية يمتثل لها الجميع حكاما، أحزابا، نقابات، هيئات المنظمات المدنية وهلم جرا.... الإقصاء يحيلنا إلى آفة خطيرة وممقوتة من طرف الجميع ألا وهي داء التسلط فهما يسيران في خط واحد لا يمكن الحديث عن الأول دون غفل ذكر الثاني فالإقصاء والتسلط وجهان لعملة واحدة، وممارستهما داخل المجتمع تكون بأشكال مختلفة: ننطلق من الأسرة فرب البيت عندما يتسلط ويأخذ الحكم المطلق ويقصي جميع أعضاء الأسرة من ممارسة حقوقهم الأسرية فلا يشارك زوجته وأبنائه في شؤون وقضايا البيت ويعتبر نفسه الحكم والعدل والمقرر وهو فوق الجميع، يصبح هذا الفعل الممارس من طرف الأب السلطوي سلوكا يتأثر به الأبناء وعقيدة يعتقدونها باعتبارها صادرة من المثل الأعلى سيمارسونها مستقبلا بوعي وإدراك أو دون إدراك بخطورتها. طريقة محاربة هذه الآفة داخل الأسرة تكمن في تفعيل الوسائط الإجتماعية خاصة مؤسسة المدرسة التي تعتبر الحصن الحصين للطفل حيث تعتبر الأسرة الثانية له. فالمدرس يمارس سلطة الأب إنه يربي ويعلم فهو أكثر قرابة من التلميذ يتفهم وضعيته وتخلق بينهما ثقة متبادلة فالوقث الذي يقضيه معه في التربية والتعليم يمكن أن يكون أكثر من الأب الطبيعي الذي يمكن أن لا يجلس مع ولده إلا ناذرا، المدرس الجيد هو الذي يحطم جدار الصمت عند التلميذ فيستطيع أن ينفذ إلى أعماقه فإذا لاحظ المعلم أن الطفل وضعيته النفسية غير متوازنة وحاول واجتهد أن يصلح ما أعطبه الأب السلطوي ولم يوفق فعليه أن يحيله بسرعة قبل أن يستفحل الأمر إلى المرشد الإجتماعي للمدرسة الذي يقوم هذا الأخير بدور الوساطة بين المؤسسة الطفل والأب السلطوية. إ ذن فسخ وحل عقدة الإقصاء يجب أن تكون مبكرا قبل أن تكبر مع الطفل فتصبح له شبحا يؤرقه وبالتالي يؤرق المجتمع بأسره.