ناقش الباحث المغربي عبد المجيد المصباحي، المتخصص في تاريخ المغرب المعاصر، وأحد أبناء مدينة القصر الكبير المهتمين بتاريخها المعاصر، أخيرا بحثه للحصول على دبلوم الماستر في التاريخ، و كان موضوع البحث هو دراسة و ترجمة لمنوغرافية ميشو بيلير و جورج سالمون التي تحمل عنوان : « El Qsar el Kebir Une ville du province au Maroc septentrional » "القصر الكبير إحدى مدن أقاليم شمال المغرب". عمل فيه الباحث على دراسة هذه المنوغرافية التي تندرج في خانة الكتابات الإستعمارية علاوة على ترجمة جميع محاورها. خصص عبد المجيد المصباحي فصلاً لدراسة النص، قدم فيه وصفاً خارجياً للنص، تطرق فيه إلى مصدره الذي هو الجزء الثاني من مجلة الأرشيفات المغربية الصادرة سنة 1905، و هي مجلة كانت تصدرها البعثة العلمية الفرنسية بالمغرب و كانت هذه المؤسسة العلمية قد تأسست بمدينة طنجة سنة 1904 على يد ألفريد لوشاتوليي بهدف استكشاف المغرب و كتابات دراسات و منوغرافيات حول مدنه و قبائله لتسهيل المهمة العسكرية الفرنسية المتمثلة في احتلاله بأقل تكلفة ممكنة، عكس ما حدث في الجزائر سنة 1830. ثم انتقل للوصف الداخلي للنص، قدم فيه الباحث تلخيصاً لمحاوره الثمانية ، و هي محاور مترابطة فيما بينها، همت جميع جوانب المدينة بدءاً بالوصف الطبوغرافي للمدينة ثم البحث في تاريخها و تنظيمها الإداري و الحياة الإجتماعية ثم الحياة الإقتصادية و المؤسسات التجارية فالحياة الدينية و أخيراً العائلات الكبيرة. وختم الباحث هذا الفصل بالتعريف بالكاتبين و إنتاجاتهما العلمية، إذ قدم بيبلوغرافية لجميع أعمالهما تعد مرجعاً أساسياً للباحثين المهتمين بكتابات جورج سالمون و ميشو بيلير. أما الفصل الثاني فخصصه الباحث لترجمة النص و نقله بأمانة من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية مع مراعاة ما تقتضيه قواعد الترجمة العلمية من الإهتمام بالمعنى العام للنص و ليس على التقابل الشكلي بين النصين على مستوى المفردات أو القواعد. كما كان يقوم بالتعليق على بعض المعطيات و الأحداث التي رأى الباحث أن الكاتبين أخطآ عن قصد أو دون في التعامل معها. و ختم الباحث بحثه بالتأكيد على أنه رغم كون إنتاجات البعثة العلمية الفرنسية تعتبر كتابات استعمارية، تم تسخيرها للتعرف على قدرات المغرب العسكرية و بنياته الإدارية و مؤهلاته الإقتصادية وعادات و أعراف المجتمع و معتقداته الدينية.... إلا أنها تبقى ضرورية لأي باحث سواء في مجال التاريخ أو السوسيولوجيا لانفرادها بتقديم دراسات متكاملة لعدة مدن و قبائل مغربية لا نجدها في كتابات أخرى. و لقد نال هذ البحث، إعجاب لجنة الماقشة، التي منحته نقطة تقييمية جد ممتازة و أوصت بضرورة نشره، كما نال إعجاب العديد من أساتذة كلية الآداب و العلوم الإنسانية بتطوان و شجعوا الباحث على ضرورة الإستمرار بالعمل في نفس المجال.