في محفل رهيب شيعت جنازة المرحوم الأستاذ توفيق الهراسي إلى متواه الأخير زوال اليوم 20 شتنبر 2012 بمدينة القصر الكبير حيث وري جثمانه الطاهر الثرى بمقبرة مولاي علي بوغالب ، وسط حضور مكثف لعائلة الفقيد و أسرة التربية و التكوين بالمدينة . و قد تم تأبين المرحوم بكلمة مؤثرة ، ألقاها الأستاذ عبد الله سعدون ، جاء فيها : بسم الله الرحمان الرحيم ، ألله اكبر الله اكبر الله اكبر،" يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي "صدق الله العظيم . الأخ العزيز توفيق الهراسي ... في الوقت الذي لازلنا نلملم جراح فقدان المرحومين مصطفى مومن وسمحمد قبيبشي ، فاجأتنا فاجعتك ، فاجعة احزنت جميع إخوانك ، لأنك أصبحت في ذهنية الجميع نتيجة إخلاصك ونضالك طيلة العقود التي عرفناك فيها . لقد صدق من وصفك برجل التوازنات ، كنا نعجب بما كنت تختزنه من ثقافة ومن حصافة الرأي ، واليوم وها أنت تغادرنا ؛ سينقطع عنا سيل ذلك الزاد . لقد عودتنا حضورك الدائم في المحطات النضالية السياسية والثقافية ،كنا نلجا إليك في أصعب الظروف ، تدخلاتك في تجمعاتنا اتسمت دائما بالوضوح والصراحة وعمق التحليل ، غالبا ما كنا نتبنى حلولك واقتراحاتك ، كنت تشكل أيها العزيز مرجعية ذات مصداقية نلجأ إليك باستمرار. إننا نستحضر اليوم تواضعك الأنيق وإصرارك على الاحتفاظ بسلوكاتك الأصيلة المطبوعة بمبادئ الجدية والعطاء والمهنية. أيها العزيز، إنك بحق نموذج المربي المثالي ، خلال تدرجك المهني في ميدان التربية والتعليم وهو المجال الذي آمنت به وأخلصت إليه . إننا ندرك الهم الذي كان يشغلك دائما وهو التطوير والرفع من شأن التعليم في بلادنا . أيها العزيز كان حزبك الإتحاد الاشتراكي ينتظر منك أن تساهم معه للقيام بوثبة نوعية جديدة ، كنا نراهن عليك كرقم صعب في معادلات تنظيمنا أنت المناضل الذي اتسمت بروح الإخلاص ونكران الذات . أيها العزيز هاهم رفاقك في الصف الوطني الديمقراطي بمختلف تلاوينهم يشيعونك إلى متواك الأخير، هاهي أسرة التعليم بالعرائش تودع أحد أعمدتها ؛ وهي تستحضر فيك ما أسديته لهذه المهنة النبيلة مهنيا وثقافيا وإنسانيا . رحمك الله أيها العزيز وأسكنك فسيح جنانه ، نم قرير العين عليك سابيب الرحمة عليك السلام. إن لله وانا اليه راجعون يذكر أن الأستاذ توفيق الهراسي وافته المنية مساء أمس الأربعاء في حي غرسة بنجلون بالقصر الكبير بعد صراع مرير مع المرض .