يعيش سكان مدينة القصر الكبير حالة من الذعر والهلع، بسبب ما تتناقله الأخبار يوميا عن حالات اعتداءات جسدية، وسلب ونهب لأموال المواطنين وممتلكاتهم، في غياب كبير لأي تدخل من السلطات الأمنية، والتي كانت حتى عهد قريب يعهد اليها حماية المواطنين من كل شر قد يلحقهم، وكل أذى يهدد سلامتهم البدنية والنفسية . المطلع على واقع القصر الكبير والمتتبع لأوضاعها، يدرك أن المدينة تتخبط منذ سنوات ليست بالقليلة في مجموعة مشاكل متشعبة، ساهم فيها استثناء المسؤولين للمدينة من مجموع المشاريع التنموية التي تستهدف عدة مدن مغربية بعيدا عنها، حتى غدت سياسة الاقصاء والتهميش الممنهجة في حق المدينة تدعو الى القلق، وتستفز مشاعر الساكنة، وتحف القصر الكبير بكل أنواع المخاطر، على رأسها تفشي ظاهرة الاجرام، ولعله ما يطغى حاليا بالمدينة . ان وجود عصابات اجرامية مسلحة بمدينة القصر الكبير، عرض الكثير من المواطنين الى وضع أنفسهم في حالة استنفار، حيث يضطر البعض الى حمل سكاكين، وعصي، وأدوات حادة في بعض الأحيان، يصحبونها معهم كلما هموا بالخروج من بيوتهم، تأهبا للدفاع عن النفس، وتصديا لكل محاولة هجوم مفاجئة قد تصادفهم . واذا كان هؤلاء يستخدمون هذه الوسائل لدفع الخطر عنهم، فان هناك مواطنين يقفون بشكل مباشر على حالات اعتداء، ولا يبدون أي تدخل خوفا على أنفسهم، ايمانا منهم أن الهروب هو الحل الأمثل، مادام رجال الأمن تخلوا عن أدوارهم المنوطة بهم، وتركوا المجال مفتوحا للمجرمين يفعلون بالمواطنين ما يحلو لهم وينصرفون بهدوء، ليجددوا الموعد في اليوم الموالي مع ضحايا جدد . فتاة سرق منها هاتفها النقال تحت التهديد، وأخرى سلبت حليها وذهبها ومزق السلاح الأبيض جسدها، رجل نزعت منه أوراقه النقدية من طرف عصابة وطعن بالسكين في يده أو رجله، وآخر سرقت منه دراجته العادية، و..و..الخ. هذا كل ما يدور الآن في الساحة القصرية، وكأننا نعيش زمن السيبة بكل مقوماته . أين الأمن ؟ ولماذا كل هذا الاجرام ؟ الى متى يظل الحال على ذا الحال ؟ سكان القصر الكبير يستنكرون تناسل الظاهرة الاجرامية بالمدينة، ويناشدون السلطات بتوفير الأمن والسكينة، فهل من رادع لهؤلاء المجرمين ؟؟